طرابلس ترفع الصوت: ابن قرطبا يُمثّلنا... لأنه ابن الدولة لا ابن الصفقة!

خاص مراسل نيوز

طرابلس ترفع الصوت: ابن قرطبا يُمثّلنا... لأنه ابن الدولة لا ابن الصفقة!

نحن أبناء طرابلس، المدينة التي حاول كثيرون اختصارها بالحرمان، أو تهميشها بقرار. المدينة التي دفعت أثماناً باهظة في الشوارع، والساحات، وفي معارك لم تكن يوماً معركتها.

 

نحن من المدينة التي انتمت باكراً للدولة، للدستور، ولبنان الواحد. لكن الدولة غابت عنّا، والدستور استُخدم ضدّنا، ولبنان تحوّل إلى طوائف وحصص.

 

واليوم، وبعد سنوات من خيبات التعيينات والتسويات، خرج علينا اسم كريم سعيد، ابن قرطبا، فرفعنا رؤوسنا وقلنا:

نعم... هذا الرجل يُمثّلنا!

ليس لأنه من طرابلس... بل لأنه من مدرسة الشرف.

كريم سعيد لا نعرفه شخصياً، ولا يسعى لاسترضائنا، ولم يأتِ إلينا بوعود. لكنه فعل ما لم يفعله كثيرون ممن تخرجوا من أحيائنا وكانوا أقرب إليكم:

احترم الدستور.

وقف أمام مجلس الوزراء وجهاً لوجه.

أجاب بصوت واضح، لا عبر مندوب ولا وسيط.

أعلن التزامه بحقوق المودعين، بالشفافية، ومن دون تسويات مع أحد.

في بلد يُدار بالهمس، هو تكلّم بصوت مسموع.

في بلد تُفرض فيه المناصب على الناس، هو انتُخب بـ17 صوتاً، من دون صفقة، من دون طائفة، من دون حزب.

نحن من طرابلس... ولا نخجل أن نضع يدنا بيد رجل من قرطبا.

نحن لا نبحث عن ابن مدينة، بل عن ابن دولة.

ولا نبحث عن مذهب، بل عن مبدأ.

وإن كان الرجل مارونياً من قرطبا، فنحن نراه أقرب إلينا من كثيرين عاشوا في طرابلس ولم ينتموا يوماً إليها ولا إلى همومها.

نحن نشبه من يؤمن بالدولة، أياً يكن مذهبه.

وننفر ممّن خانها، ولو كان من جلدتنا.

هذه لحظة وطنية لا نريد أن نخسرها.

في تعيين كريم سعيد، لم نحصل على حاكم فقط،

بل اكتسبنا فكرة.

وجدنا أملاً.

وشهدنا بداية عودة الدولة من تحت الركام.

والرسالة اليوم يجب أن تكون أوضح من أي وقت مضى:

طرابلس ليست مدينة الطائفة، بل مدينة الدولة.

وقرطبا اليوم لم تعطِنا حاكماً فقط، بل أرسلت لنا شريكاً في مشروع وطن.

نحن من طرابلس، المدينة التي جُرّبت فيها كل المؤامرات، لكنها لم تنكسر.

ونقولها بأعلى صوت:

كريم سعيد يُمثّلنا، لأنه يُمثّل الفكرة التي ناضلنا من أجلها، فكرة أن يُحكَم لبنان بالكفاءة، لا بالزعامة، بالدستور، لا بالمحاصصة، وأبناء الدولة، لا بأبناء المكاتب السياسية.