“قطر غيت” بالأسماء والتّفاصيل

تتعلّق “قطر غيت” باتّهام مساعدين سابقين وحاليّين مقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتلقّي أموال من قطر من أجل المساعدة في تجميل صورتها في إسرائيل. ومدّدت محكمة الصلح في إسرائيل اعتقال اثنين من مستشاري نتنياهو (يوناتان أوريخ وإيلي فيلدشتاين) لثلاثة أيّام، لاستمرار التحقيقات من قبل الشرطة وجهاز “الشاباك” في القضيّة، التي بدأت قبل أكثر من شهرين حين صدرت مذكّرة اعتقال بحقّهما، وهو ما يُعتبر تطوّراً يدلّ على وجود موادّ قد تثبت تورّطهما.
وحدة “لاهف 433” التابعة للشرطة بالتعاون مع “الشاباك” هي من تجري التحقيقات التي تشمل التحقيق بضلوع فيلدشتاين في تقديم خدمات علاقات عامّة لجهة تعمل لقطر بشأن ملفّ الأسرى والمفقودين، حينما كان يعمل في مكتب رئيس الحكومة. أمّا المستشار أوريخ، حسب صحيفة “هآرتس”، فقد عمل في حملة لـ”تحسين صورة قطر قبيل انطلاق بطولة كأس العالم 2022، من خلال شركة تسويق خاصة”، وهو ما نفاه لاحقاً. ويُشتبه بهما بارتكاب مخالفات تشمل: “التواصل مع عميل أجنبي، وتبييض الأموال، وتلقّي رشوة، واحتيال، وخيانة الأمانة”. وتشمل التحقيقات مراجعة لإجراءات “حماية المعلومات السريّة” داخل مكتب نتنياهو ووزارات أخرى، في ظلّ الاشتباه بـ”وجود تسريبات لمعلومات حسّاسة لوسائل إعلام أجنبية”.
المتّهمون
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قائمة بأسماء المتّهمين في “قطر غيت”، وهم:
إيلي فلدشتين: المتحدّث العسكري باسم نتنياهو، والمعتقل حاليّاً بتهمة خدمة مصالح قطر خلال الحرب، بالتزامن مع عمله في مكتب رئيس الحكومة.
يونتان أوريخ: مستشار ومن المقرّبين لنتنياهو، ومعتقل لدى الشرطة بتهمة العمل لخدمة مصالح قطر.
جاي بوتلك: ضمن جماعة ضغط لقطر. متّهم بشراء خدمات فلدشتين، وخدمة مصالح قطر في إسرائيل.
جيل بيرغر: جماعة ضغط لقطر. رجل أعمال في دولة الإمارات، ومتّهم بتشكيل محفظة (تحويل أموال) لبوتلك، واعترف بأنّه دفع لفلدشتين.
إسرائيل أينهورن: مستشار لبنيامين نتنياهو، وصاحب شركة “بروسفشتن”، مطلوب للتحقيق، بتهمة التعاون مع مؤثّرين خدمة لقطر.
التّحقيقات إلى أين؟
استمع قبل أيّام محقّقون من وحدة “لاهف 433” في الشرطة إلى شهادة نتنياهو في مكتبه بالقدس، في جلسة استمرّت نحو ساعة ونصف على الرغم من أنّه ليس متّهماً بالقضيّة. وقالت “هآرتس” إنّ الاستماع إلى شهادة نتنياهو يهدف إلى “منع أيّ تدخّل محتمل في مجريات التحقيق”.
قال رئيس “الشاباك” رونين بار عن القضيّة إنّها “تحقيق مُركّب، متفرّع وذات أهمّية كبيرة، حسّاس بشكل خاصّ، متعلق بعلاقة قطر بأقدس المقدسات في دوائر صنع القرار الإسرائيلية، مكتب رئيس الحكومة”.
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ “الشرطة الإسرائيلية تواجه فلدشتين وأريخ بعد تقديمهما روايات متضاربة حول موضوع التمويل من رجل الأعمال الأميركي جاي بوتليك، والصحافي الذي اعتقل على خلفيّة القضيّة خضع للتحقيق مرّة أخرى”. في حين ذكرت القناة 13 العبرية أنّ “هناك تقدّماً في المفاوضات مع فلدشتين ليكون شاهد دولة في قضيّة “قطر غيت”، وهو ما يسمح بتقديم شهادات ضدّ أطراف القضيّة كلّهم”.
ردود الفعل
أصدر حزب الليكود بقيادة نتنياهو بياناً وصف اعتقال أوريخ بأنّه “عمل بوليسي قمعيّ وانحدار جديد في حملة الاضطهاد السياسي، ويهدف إلى إسقاط رئيس حكومة يميني ومنع إقالة رئيس الشاباك الفاشل”، وفق وصفه. أضاف أنّ اعتقال أوريخ يهدف إلى “ترهيبه وانتزاع شهادة زور ضدّه باستخدام التهديدات والاعتقال التعسّفي”، معتبراً أنّ التحقيقات تجري في الظلام تحت أوامر منع النشر، وأنّه يتمّ استخدام أوريخ وآخرين وقوداً لمعارك سياسية داخلية. واعتبر الليكود أنّ “الهدف هو تنفيذ انقلاب سياسي من خلال أوامر توقيف”.
نشر نتنياهو، مساء الأربعاء، مقطع فيديو بدا فيه غاضباً يدافع فيه عن مستشاره أوريخ، واصفاً القضيّة بـ”القضيّة المزيّفة”، مهاجماً رئيس الشاباك المقال متّهماً إيّاه بالحصول “على فائدة قيمتها آلاف الدولارات من قطر”. أضاف: “يقولون إنّ أوريخ أشاد بقطر. وحقيقة من أشاد بقطر هو رئيس المعارضة يائير لابيد الذي التقى بمسؤول قطريّ في كانون الثاني، وأشاد بالقطريّين مجدّداً بسبب الدور المهمّ الذي يلعبونه. وبيني غانتس، بصفته رئيس شركة “البعد الخامس”، زار قطر وحاول أن يبيعها معدّات تكنولوجيا المعلومات العسكرية، بموافقة مفوّض الشرطة في ذلك الوقت”.
تداعيات “قطر غيت”
يُعدّ قرار الحكومة الإسرائيلية إقالة رئيس الشاباك رونين بار من أبرز تداعيات قضية “قطر غيت”، خاصة أنّها لم تنتهِ حتى الآن. وحاول نتنياهو اتّخاذ خطوة للأمام بجعل إقالة بار أمراً واقعاً عبر إعلان تعيين قائد سلاح البحرية الأسبق، إيلي شارفيت، رئيساً جديداً للجهاز، وهي الخطوة التي أثارت انتقادات كبيرة لدى المعارضة، خاصة أنّ شارفيت لا يمتّ بصلة للمؤسّسة الاستخبارية، وخلقت أزمة لدى الائتلاف الحكومي على خلفيّة مشاركة شارفيت في تظاهرات ضدّ الحكومة، وتوقيعه على بيان ضدّ سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما دفع نتنياهو إلى التراجع عن التعيين.
أثار التعثّر في التعيين ردود فعل غاضبة في إسرائيل. فقد قال زعيم المعارضة يائير لابيد إنّ “رئيس الشاباك ليس تعييناً آخر وحسب، وهذه ليست وظيفة تُعلن ثمّ تندم عليها بعد 24 ساعة بسبب بعض الصراخ”، في إشارة إلى ائتلاف حكومة نتنياهو. أضاف: “هذا هو قدس الأقداس، وهذا انتهاك لأمن الدولة”، مشيراً إلى أنّ “حكومة السابع من أكتوبر فقدت ثقة الشعب”.
استطلاع
قال 41% من الإسرائيليين في استطلاع للرأي أجرته صحيفة “معاريف” الجمعة 4 نيسان إنّ القضيّة التي تطلق عليها تسمية “قطر غيت” هي قضيّة خطيرة، بينما قال 12% إنّها ليست قضيّة خطيرة، ووصفها 14% بأنّها أنباء كاذبة، وقال ثلث المستطلَعين إنّهم لا يعرفون الإجابة.