نداء لبنان الصريح: آن أوان القمة الروحية – السياسية لتسليم السلاح إلى الدولة

بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

نداء لبنان الصريح: آن أوان القمة الروحية – السياسية لتسليم السلاح إلى الدولة

في لبنان، باتت الأسئلة أكبر من الأجوبة، والصمت أخطر من الانفجار.

منذ سنوات، يعيش اللبنانيون تحت سلاحين:

سلاح الجوع، وسلاح الأمر الواقع.

 

لكن في مكان ما، لا تزال هناك فرصة.

فرصة حقيقية.

لا تأتي من الخارج، ولا من تسوية دولية، بل من الضمير اللبناني إذا اجتمع.

 

لهذا نكتب اليوم نداءً واضحًا، مباشرًا، لا يحتمل الالتفاف:

حان الوقت لعقد قمة وطنية – روحية – دستورية تُصدر إعلانًا تاريخيًا: لا سلاح خارج سلطة الجيش اللبناني.

 

 من يجب أن يجلس على الطاولة؟

 

هذه القمة لا تحتاج إلى لجان ولا شهور إعداد.

تحتاج إلى قرار وشجاعة.

 

نجتمع، دون مواربة، في قصر بعبدا، أو في بكركي، أو دار الفتوى، أو في أي مكان لبناني يحمل رمزية وطنية جامعة، ويجلس على الطاولة:

 

البطريرك الماروني

 

مفتي الجمهورية

 

المفتي الجعفري الممتاز

 

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز

 

رئيس الجمهورية جوزيف عون

 

رئيس الحكومة نواف سلام

 

رئيس مجلس النواب نبيه بري

 

 

ليس لحوار عام، ولا لبحث في خيارات. بل لإصدار بيان واحد:

 

> "كل سلاح غير تابع للجيش اللبناني هو سلاح غير شرعي.

لا مقاومة خارج الدولة.

لا أمن ذاتي.

لا سلاح حزبي.

الجيش وحده هو الضامن للسلم الأهلي والسيادة."

 

 

 ما بعد البيان ليس كما قبله

 

حين تتوحد المرجعيات الروحية، مع الرئاسات الدستورية، على بيان من هذا النوع، فإن لبنان يدخل مرحلة جديدة:

 

من يرفض البيان، يخرج من الإجماع الوطني.

 

من يحمل السلاح بعده، يتحمل مسؤوليته أمام التاريخ والشعب.

 

ومن يراوغ، يُكشَف أمام بيئته والعالم.

 

 

هذا البيان لا يُطلق الرصاص، بل يُسقِط شرعية السلاح غير الشرعي.

وهذا أخطر من أي حرب، لأنّه يُعرّي الهيمنة من غطائها السياسي والطائفي.

 

 كفى خوفًا من الحرب الأهلية... الحرب الحقيقية هي بقاء هذا السلاح

 

من يُهدد بالحرب الأهلية إن طُرحت مسألة السلاح، يمارس ابتزازًا سياسيًا وأخلاقيًا.

والسؤال الذي يجب أن يُطرَح اليوم:

 

أليست الحرب الأهلية قائمة فعلًا، حين يكون هناك سلاح بيد طرف واحد، وقرار فوق الدولة، وخوف يعمّ كل المناطق؟

 

 

 المطلوب ليس حربًا... بل قرارًا وطنيًا جامعًا

 

لا أحد يطلب من الجيش أن يشنّ حربًا داخلية.

ولا من أي فئة أن تستسلم.

بل المطلوب هو تحرير الدولة من حالة الخوف والتجميد، وإعادة الأمور إلى القاعدة الأولى لأي دولة:

 

سلاح واحد، شرعية واحدة، قرار واحد.

 

 هذا نداء للكنيسة والجامع والمقام… لا تنتظروا السياسة

 

السياسيون لن يتفقوا.

أصحاب السلاح لن يتخلوا عنه طوعًا.

لكن أنتم، أصحاب الضمير والشرعية المعنوية، تملكون المفتاح.

 

إذا اجتمعتم، وقلتم كلمتكم، فإن الوطن قد يبدأ بالخروج من متاهته.

 

وإذا لم تفعلوا، فإن التاريخ سيسجّل أنكم صمتّم يوم كان يجب أن تصرخوا.

 

 لا وطن مع سلاحين

 

هذا ليس حلمًا.

بل خيار لا مفر منه.

والسؤال ليس هل سيُسلَّم السلاح، بل: متى؟ وبأي ثمن؟

 

فهل نبدأ الآن… بصوت الضمير؟