طرابلس ليست للمساومة: من سمح لإسرائيل أن تكتب خرائطنا؟ طرابلس على الطاولة؟ من يجرؤ؟
خاص مراسل نيوز

كأننا لم نكتفِ من الحروب، كأن النكبات لم تكن كافية، حتى تستيقظ مدينة طرابلس اليوم على خبر صادم يروّج له إعلام العدو: طرابلس، عروس الشمال اللبناني، تُطرح ضمن "صفقة سياسية" بين سوريا وإسرائيل!
التقرير الذي نشره موقع i24NEWS العبري، ونسبه إلى مصدر "سوري مقرّب من الرئيس"، لم يكن عابرًا. بل حمل بين سطوره محاولة خبيثة لرسم خرائط جديدة بأقلام أجنبية، وتحويل مدينة لبنانية أصيلة إلى ورقة تفاوض بين أطراف لا تملك حق التصرف فيها.
التقرير العبري: تسوية مشبوهة وتعدٍّ على السيادة
وفقاً لما ورد، هناك سيناريو تفاوضي يزعم أن:
إسرائيل ستحتفظ بجزء من الجولان،
وستُسلّم جزءاً آخر لسوريا،
لكن مقابل ذلك، تحصل سوريا على طرابلس اللبنانية وأراضٍ في شمال لبنان والبقاع!
أي منطق سياسي يُجيز هذا الجنون؟
أي عقل يُقحم مدينة لبنانية ذات سيادة في صفقة لا يعرف عنها لبنان شيئًا؟
هل أصبحت طرابلس رهينة مفاوضات غير معلنة؟
ومن منح الحق لأي "مصدر" — مهما كان اسمه أو منصبه — أن يتحدث باسم الأرض اللبنانية؟
صمت سوري مريب... ومطلوب توضيح رسمي
حتى الآن، لم يصدر أي نفي أو توضيح رسمي من الحكومة السورية أو من "أحمد الشرع"، الاسم الذي ورد في التقرير كمصدر للتسريب. هذا الصمت يُثير أسئلة خطيرة:
هل ما ورد مجرّد فبركة إعلامية إسرائيلية؟
أم أن هناك بالفعل من يهمس بأفكار كارثية في الغرف المغلقة؟
السكوت في هذه اللحظة ليس حيادًا، بل تواطؤ غير مباشر.
والشعوب لا تقبل الصفقات في الظلّ، خاصة إن كانت على حساب السيادة والكرامة.
رسالة إلى دمشق: طرابلس ليست ورقة، بل جدار صدّ
من بيروت إلى دمشق، نقول بوضوح:
نحن لا نطلب موقفًا، نحن نطالب بتأكيد علني لا لبس فيه أن طرابلس لم تُناقش، ولن تُناقش، لا في مفاوضات ولا في سيناريوهات خيالية.
الكرامة الوطنية لا تُدار بالدبلوماسية الصامتة.
والمقاومة تبدأ من الكلمة الواضحة، لا من التصريحات المبهمة أو السكوت المُريب.
رسالة إلى الرأي العام العربي: حدودكم تُرسم الآن!
ما يحدث ليس شأناً لبنانياً فقط.
ما يُروّج له في الإعلام العبري هو تجربة أولى لإعادة رسم المنطقة بقلم غير عربي.
اليوم طرابلس، وغداً غزة، وبعد غد ربما صنعاء أو الموصل.
التطبيع الجديد ليس عبر الاتفاقيات، بل عبر تحويل المدن العربية إلى بنود تفاوضية من دون شعوبها.
الطاولة مقلوبة... والشعوب لن تسكت
إن ما نُشر في التقرير الإسرائيلي هو أكثر من مجرد تسريب إعلامي.
إنه جرس إنذار مدوٍّ لكل من يظن أن بإمكانه التلاعب بالسيادة من خلف الكواليس.
طرابلس لن تُسلَّم، لا تحت الطاولة ولا فوقها.
لبنان لن يقبل أن يُرسم مجددًا بخرائط أجنبية.
والعرب، إن بقي لهم نبض، فليبدأوا من هنا... من طرابلس.