القوات الإسرائيلية تنشئ برج مراقبة في قلب قرية الحميدية في سوريا

أنشأت القوات الإسرائيلية في قلب قرية الحميدية في سوريا، برج مراقبة، تحرسه دبابات ميركافا وجنود يؤدون خدمتهم العسكرية الإلزامية. يخرج الجنود الإسرائيليون في دوريات بالنهار، يفتشون السكان، ويفرضون ليلاً حظراً للتجوال. على أطراف القرية، تمتد جرافات ضخمة لبناء حواجز ترابية، بعضها فوق أراضي يملكها السكان مثل عيد العلي، الذي يراقب بقلق ماشية ترعى في أرضه التي باتت “ممنوعة” بأمر من الجنود الإسرائيليين.
القرية الواقعة قرب الحدود الإسرائيلية، لم تعد السلطة فيها بيد الفصائل المسلحة التي أطاحت قبل أشهر بنظام حكم الأسد الذي دام نصف قرن، ولا في يد الميليشيات المنتشرة جنوب دمشق.
بعد انهيار نظام الأسد في كانون الاول الماضي، سارعت إسرائيل إلى ملء الفراغ، فاستولت على مناطق منزوعة السلاح كانت تُشرف عليها الأمم المتحدة لعقود، وأقامت نقاطا عسكرية ومواقع مراقبة على تلال استراتيجية داخل الأراضي السورية، في إطار استراتيجية أمنية جديدة تهدف إلى حماية حدودها من أي تهديد مستقبلي.
يكشف تقرير مطول لصحيفة “وول ستريت جورنال” بعد رحلة ميدانية استمرت أربعة أيام جنوب سوريا عن حجم التوسع الإسرائيلي، ليس فقط بالأرض بل بالنفوذ، ومدى تأثيره على السكان وعلى الحكومة السورية الجديدة التي لم تتمكن بعد من بسط سيطرتها على البلاد، التي تتهددها الانقسامات الطائفية والعرقية.
شن الجيش الإسرائيلي 89 توغلًا بريًا و29 ضربة جوية ومدفعية في جنوب غرب سوريا منذ شهر شباط، إضافة إلى 35 غارة في مناطق أخرى، بحسب المحلل السوري تشارلز ليستر. هذه العمليات رافقها تضييق على سكان القرى، ومنعهم من الحركة، والاعتداء على ممتلكاتهم، وحتى تقييد مراسم الجنازات.
إسرائيل بنت سلسلة من النقاط العسكرية تمتد على مساحة 150 ميلاً مربعاً، وتشرف على حدود طولها 50 ميلاً مع قرى الجولان وشمال إسرائيل.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن “الجيش سيبقى في هذه المناطق إلى أجل غير مسمى، فيما طالب نتنياهو النظام السوري الجديد بنزع السلاح في الجنوب.”
في الحميدية، طلب الجنود من السكان إخلاء منازلهم لأيام لتفتيشها ومصادرتها. عاد بعضهم ليجد بيته مدمراً أو مغطى بكتابات عبرية.
الطريق الرئيسي للقرية مقطوع، والجنود على الجسر الوحيد المؤدي إليها يلتقطون صورا لبطاقات الهوية، ويمنعون أي تحرك خلال الليل.