ارتفاع حصيلة الفيضانات في جنوب البرازيل إلى 58 قتيلاً
ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة الناجمة عن الأمطار الغزيرة في ريو غراندي دو سول بجنوب البرازيل إلى 58 قتيلاً و67 مفقوداً، في حين تشهد عاصمة الولاية بورتو أليغري كارثة "غير مسبوقة".
وكانت حصيلة سابقة للدفاع المدني قد أفادت عن مقتل 56 شخصاً.
وأدى انفجار قوي في محطة للوقود السبت إلى مقتل شخصين على الأقل في بورتو أليغري، وفق ما أفاد مراسل لـ"فرانس فرانس" كان متواجداً في الموقع.
ووقع الانفجار في حين كانت سيارات تابعة لأجهزة الإنقاذ تتزود بالوقود في المحطة التي غمرتها مياه الفيضانات.
وأشار حاكم الولاية إلى أن ريو غراندي دو سول تشهد "أسوأ كارثة مناخية في تاريخها" مع إصابة نحو 300 بلدة بأضرار.
وأدى ارتفاع منسوب المياه في الولاية إلى قطع طرق وأضرار بالغة في عاصمة الولاية حيث أمرت السلطات بإخلاء بعض الأحياء التي غمرتها المياه.
ً
وفقاً لآخر إحصاء أجرته السلطات، أصيب 74 شخصاً جرّاء الفيضانات وأجبر ما مجموعه 24600 شخص على ترك منازلهم بينهم أكثر من 8200 أصبحوا يقيمون في مرافق محلية بينها مراكز رياضية وأخرى ثقافية.
في أحد هذه المراكز في غرافاتاي شمالي بورتو أليغري، يقول كلاوديو ألميرو إنَّ "المياه كانت بمستوى وركيه" عندما خرج من منزله، مضيفاً: "فقدت كل شيء".
وتُعتبر مهمة عناصر الإنقاذ للبحث عن ضحايا وناجين محتملين شاقّة، إذ باتت مدن بكاملها معزولة عمليا ويتعذّر الوصول إليها بسبب فيضانات تجتاح هذه الولاية منذ أيام، وحيث يُتوقّع أن تهطل الأمطار حتى الأحد على أقل تقدير.
وتتركّز الأضرار البشرية والمادية الكبيرة بشكل خاص في المنطقة الوسطى من هذه الولاية الحدودية مع الأرجنتين والأوروغواي.
في العاصمة الإقليمية بورتو أليغري التي تقطنها نحو 1,5 مليون نسمة، ستكون الكارثة "غير مسبوقة"، حسبما قال الحاكم إدواردو ليتي الجمعة.
غمرت المياه الجمعة شوارع في وسط المدينة التاريخي بسبب الفيضان الاستثنائي لنهر غوايبا الشهير في جنوب البرازيل، حسبما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس".
وتُقدّر السلطات أن يبلغ مستوى نهر غوايبا خمسة أمتار في الساعات المقبلة، ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في العام 1941 والذي بلغ 4,71 أمتار.
وبالإشارة إلى نهر آخر يمرّ عبر المدينة هو نهر غرافاتاي، كتب سيباستياو ميلو رئيس بلدية بورتو أليغري على إكس "على الرغم من جهود الاحتواء الكبيرة، بدأ السد على نهر غرافاتاي يفيض من جديد. على المجتمعات المحلية مغادرة المنطقة".
وعلّق مطار بورتو أليغري الدولي أنشطته حتى أجل غير مسمّى.
"وضع طارئ"
وحذّرت السلطات المحلية من أن أربعة سدود على الأقل تشهد "وضعاً طارئاً، في ظل وجود خطر بأن تنفجر".
في كابيلا دي سانتانا شمالي بورتو أليغري، يقول راوول ميتزل إن جيرانه اضطروا إلى التخلي عن مواشيهم، مضيفاً: "هم لا يعرفون إذا كانت المياه ستواصل الارتفاع أو ما الذي سيحدث للحيوانات. قد تغرق قريباً".
وأنقِذت أربع نساء حوامل في منطقة أغودو، ونُقِلن بمروحية إلى أحد المستشفيات.
وزار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المنطقة الخميس، واعداً بتوفير "الموارد" البشرية والمادية اللازمة لمواجهة المأساة.
وتعهدت الحكومة الفدرالية إرسال مروحيات وقوارب وأكثر من 600 عسكري لدعم عمليات الإنقاذ وتوزيع المواد الغذائية.
"مزيج كارثي"
وتثير توقعات الأحوال الجوية قلقاً ويُتوقع استمرار هطول أمطار "بالغة الشدة" حتى الأحد، وفق الدفاع المدني الذي حذّر كذلك من خطر فيضان نهر آخر هو نهر الأوروغواي.
وحُرم مئات آلاف الأشخاص من الكهرباء فيما إمدادات المياه معرضة للخطر في عدة بلدات، وكذلك الوصول إلى الإنترنت وشبكات الاتصالات الخلوية.
وشمالي ريو غراندي دو سول، ضربت الأمطار ولاية سانتا كاتارينا المجاورة.
وسبق أن تعرضت ريو غراندي دو سول عدة مرات لفيضانات مميتة لا سيما في أيلول (سبتمبر) حين قضى 31 شخصاً في مرور إعصار مدمّر.
ويؤدي الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري، إلى زيادة شدّة موجات الحر ومدّتها وتواترها، بحسب الخبراء.
وقال الخبير في الشؤون المناخية فرانسيسكو إيليزو أكوينو لوكالة "فرانس برس" الجمعة إنَّ العواصف المدمّرة التي تضرب جنوب البرازيل هي نتيجة "مزيج كارثي" من الاحتباس الحراري وظاهرة إل نينيو المناخية.
وتشهد البرازيل منذ أشهر ظواهر طقس متطرفة، من جفاف تاريخي أثّر على نهر الأمازون إلى أمطار غزيرة ترافقت مع أعاصير في الجنوب.