"مراسلون بلا حدود" تدعو إلى تحقيق مستقل في مقتل صحافي في قناة الجزيرة بغزة
دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" الجمعة إلى تحقيق "مستقل" في مقتل صحافي في قناة الجزيرة في غزة في تموز (يوليو) على يد الجيش الإسرائيلي الذي اتهمه بأنه "إرهابي" من حركة "حماس"، لافتة إلى عدم وجود "أدلة ملموسة" تثبت ذلك.
في 31 تموز، أعلنت قناة الجزيرة القطرية مقتل اثنين من صحافييها في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، هما مراسلها في غزة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي، منددة بـ "اغتيالهما".
وفي الاول من آب (أغسطس)، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مشترك مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" إنّ "سلاح الجوّ تمكّن من القضاء على إسماعيل الغول، عضو الجناح العسكري لحركة "حماس" وأحد إرهابيي النخبة الذين شاركوا في مجزرة 7 تشرين الأول (أكتوبر)"، الأمر الذي نفته قناة الجزيرة بشدة.
وأضاف أنّه "في إطار دوره داخل الجناح العسكري، كان الغول نشطاً في تسجيل وبثّ هجمات ضدّ القوات الإسرائيلية".
وفي تحقيق نشر الجمعة، أشارت "مراسلون بلا حدود" إلى صعوبة التحقق من الوثيقة التي استخدمها الجيش لإثبات انتماء الصحافي إلى الحركة الإسلامية الفلسطينية، وهي لقطة مصورة لقائمة الأسماء التي عثر عليها، بحسب الجيش الإسرائيلي، "على أجهزة كمبيوتر تابعة لحماس".
وأوضحت أنه إضافة إلى عدم وجود "أدلة مادية مثبتة"، هناك "تناقضات عدة في الادعاءات التي قدمها" الجيش الإسرائيلي، خصوصا في ما يتعلق بتاريخ التجنيد المفترض لإسماعيل الغول لدى "حماس".
وأكدت المنظمة أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الاتهامات، بدون أدلة ملموسة (...) ضد الصحافيين"، مشيرة إلى مقتل صحافيَّين في قناة الجزيرة في كانون الثاني (يناير) بغارة جوية استهدفت سيارتهما في قطاع غزة، بينما وصفهما الجيش الإسرائيلي بأنهما "عنصران إرهابيّان".
وطالبت مراسلون بلا حدود بإجراء "تحقيق مستقل، وبأن تكف إسرائيل عن استهداف الصحافيين". كما أشارت مديرة الحملات في المنظمة ريبيكا فنسنت إلى أنه "لم يتم تقديم أي اعتراف أو تفسير لاغتيال المصور" إلى جانب إسماعيل الغول.
وبحسب المنظمة: "قتل أكثر من 130 إعلاميا في غزة على يد الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول، بينهم 31 على الأقل أثناء ممارسة عملهم".
وقدمت المنظمة غير الحكومية شكاوى ثلاث مرات أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن "جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد الصحافيين".
وأدّى هجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول إلى مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 103 محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم "حماس" بمقتل ما لا يقل عن 40602 شخص، وفقا لآخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس". وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.