بوحبيب شارك في"المؤتمر الوزاري لتعزيز الاستجابة في غزة": خيارنا الدائم الديبلوماسية والدفاع عن النفس عندما نتعرض لاعتداء

بوحبيب شارك في"المؤتمر الوزاري لتعزيز الاستجابة في غزة": خيارنا الدائم الديبلوماسية والدفاع عن النفس عندما نتعرض لاعتداء

شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، في افتتاح اعمال "المؤتمر الوزاري لتعزيز الاستجابة في غزة"، المنعقد في القاهرة.

وألقى بوحبيب كلمة لبنان، قال فيها: "أتقدم بالشكر من معاليكم على ما بذلتموه من جهد واتصالات لعقد هذا المؤتمر حيث شكلت مصر ولا تزال بحكم موقعها الجغرافي، والسياسي، وتاريخها العريق ركناً أساسياً في الدفاع عن الحق، والعدالة، والسعي إلى فض النزاعات في منطقتنا بالطرق السلمية.  

كما أنتهز هذه المناسبة لشكر كافة الدول الشقيقة والصديقة التي عملت دون كلل وعلى مدى أكثر من شهرين لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. ولقد أعلنا بكل وضوح بأن خيارنا الدائم الدبلوماسية، والدفاع عن النفس عندما نتعرض لإعتداء. فلقد كان لبنان ولا يزال يطالب بالسلام. فقد ثبت بما لا يقبل الشك بأن النار والحديد لم يعيدوا النازحين إلى قراهم وبلداتهم، كما لم ولن يضمنوا الأمن لمحتل أراضي غيره".

اضاف: "وحدها الدبلوماسية، والإلتزام بالتطبيق الشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن 1701 قد فتح نافذة في جدار الأزمة. ونجدد تعهدنا الوفاء بإلتزاماتنا وفقاً لمندرجات القرار الأممي، والترتيبات الصادرة الأسبوع الماضي (بتاريخ 26/11/2024) ببيان مشترك عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. ونعول على ما سبق لخلق إستقرار مستدام على حدودنا الجنوبية يعيد الهدوء والازدهار إلى ربوعنا، ويبعد شبح الحرب. غير أن الإستقرار والسلام المستدام لن نحصل عليه قبل إنهاء إحتلال إسرائيل لكافة الأراضي اللبنانية.

فقد دفع لبنان، منذ أكثر من عام، ثمناً باهظاً من خيرة أبنائه حيث قارب عدد الشهداء أربعة آلاف، ومنهم حوالي ألف من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من ستة عشر ألف جريح. أما الخسائر المادية، فيقدر فقط عدد الوحدات السكنية المهدمة والمدمرة بحوالي ستين ألف وحدة سكنية، أي أن ستين ألف عائلة لبنانية أصبحت دون مأوى. يضاف إلى ذلك خسارة ما يزيد عن خمسين ألف سيارة عائدة لحوالي مليون ونصف نازح، وفقاً للتقديرات الأولية. فلقد تسببت هذه الحرب بخسارة مباشرة تقدر بمليارات الدولارات، وفقا" للبنك الدولي، يضاف إليها الخسائر الاقتصادية غير المباشرة لجهة الشلل في الحركة الاقتصادية، وإقفال المصانع، والمعامل، والمؤسسات التجارية، والسياحية، وهدم بعض المستشفيات".

وتابع: "أما بالنسبة لإخواننا في غزة، فإن ما دفعه لبنان من فاتورة باهظة لحرب الشهرين الماضيين يجعلنا نشعر أكثر فاكثر بمعاناتهم، بعد حوالي 14 شهراً على بدء الحرب. فهم يتحملون ما لا طاقة لإنسان على تحمله، وبما يفوق الوصف والخيال. إن حقهم بالحياة أحراراً، بكرامتهم وبما يليق بتضحياتهم لا لبس فيه. والعالم اليوم مدعو إلى وقفة ضمير لتأمين احتياجاتهم الإنسانية كي لا يفقد إنسانيته، وتسود فيه شريعة الغاب. فكيف للفلسطيني أن يحيا وهو محتل، ويتعرض لأبشع وأفظع الظروف من الجوع، والإبادة، والقتل الممنهج.

لقد تأسست الأونروا كملاذ أخير لتأمين الخدمات التعليمية والاستشفائية الأساسية للاجئين للفلسطينيين، بعد أن تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تدعو الى حل الدولتين. فلا تدعوا أحداً يقتل هذا الأمل بمستقبل أفضل للشعب الفلسطيني، من خلال وقف تمويلها أو عملها لأن ذلك سيدفع اللاجئين الفلسطينيين إلى مزيد من البؤس الذي يولد بدوره التطرف والعنف في فلسطين والدول المضيفة. إن استمرار دعم الأونروا وتعزيزها يتخطى الدوافع الإنسانية، ويشكل ركيزة أساسية لإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، يتماشى مع حل الدولتين ومبادرة بيروت العربية للسلام لعام 2002".

وختم: "نشعر في لبنان بمعاناة الشعب الفلسطيني بعد أن كوتنا حرب الشهرين الأخيرين بنارها. فلقد أثبتت التجربة المريرة التي عاشها لبنان مؤخراً بأن الحروب تزيد فقط المآسي، والحقد، ولا تصنع أمناً أو تحقق أحلاماً مستحيلة. نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نوقف الحرب أيضاً في غزة وأن نؤمن للفلسطينيين فرصة بحياة كريمة، ومستقبل أفضل من خلال تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة أملاً بسلام موعود قائم على الحق، والعدالة، والأمن لنا جميعاً".