ميركل تدافع عن قرارها استقبال اللاجئين السوريين
دافعت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل عن قرارها استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين حين كانت في السلطة، مشدّدة على أنّ الأمر كان يتعلق بـ"الكرامة" الإنسانية. ودعت في الوقت نفسه إلى أخذ مشكلة الهجرة غير النظامية "على محمل الجد".
وما أن فرّ الرئيس السوري بشار الأسد من بلده وسقط نظامه حتى عاد إلى الواجهة في أوروبا الجدل حول استقبال اللاجئين السوريين إذ أعلنت دول أوروبية عديدة تجميد إجراءات طلبات اللجوء للسوريين.
وفي مقابلة أجرتها معها شبكة "فرانس 2" التلفزيونية العامة الفرنسية، قالت ميركل: "أعتقد أنّ القرار الذي اتّخذته في ذلك الوقت بالترحيب باللاجئين كان القرار الصحيح".
وأوضحت أنّ السبب في ذلك هو أنّهم "كانوا أشخاصا محتاجين، دفعوا أموالا لمهرّبين، وعرّضوا حياتهم للخطر، وفرّوا من بشار الأسد لأنه لم يكن لديهم أفق في بلدهم".
واعترفت المستشارة السابقة بأنّها أدركت في حينه أنّ فتح أبواب بلادها أمام اللاجئين سيكون "مهمّة معقّدة وتحدّيا كبيرا"، لكنّها ارتأت، بحسب ما قالت في المقابلة التلفزيونية، أنّه من الضروري تطبيق القيم الأوروبية التي تقول إنّ "كرامة كلّ إنسان مهمّة".
وردّا على سؤال بشأن صعود العنصرية واليمين المتطرّف اللذين يطالبان بوقف تدفّق اللاجئين، أقرّت ميركل بأنّ هذه المشاعر بدأت بالتزايد خلال ولاياتها السابقة.
وقالت: "لكنّ البديل كان يمكن أن يتمثّل بمنع أولئك اللاجئين، باستخدام خراطيم المياه على سبيل المثال، من المجيء إلى ألمانيا، وهذا أمر ما كان ليبدو صائبا بالنسبة لي".
لكنّ المستشارة السابقة شدّدت على وجوب أن يتمّ "أخذ مشكلة الهجرة غير الشرعية على محمل الجدّ". وقالت: "هذه مشكلة تُطرح أيضا في فرنسا. لا يمكننا أن نسمح للمهرّبين بأن يملوا علينا سلوكنا".
ودعت أنغيلا ميركل الأحزاب الديمقراطية إلى التعاون في هذه القضية من خلال التنسيق مع الدول التي يدخل منها هؤلاء المهاجرون إلى الفضاء الأوروبي، على غرار ما فعلت ألمانيا مع تركيا.
وألمانيا هي الدولة الأوروبية التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، إذ يقرب عددهم من مليون لاجئ. ووصل قسم كبير من هؤلاء إلى ألمانيا خلال أزمة الهجرة الكبرى التي حدثت بين عامي 2015 و2016.