‎الرئيس عون في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:

‎الرئيس عون في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:
‎الرئيس عون في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:

 السيد الرئيس، إسمحوا لي أن أقولَ بأنْ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الأمرين ...

في الأمرِ الأول، الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة ...   

أستلهمُه حرفياً، من موقفٍ أصيلٍ عميقٍ، لسماحةِ المرجعِ الديني الأعلى،

السيد علي الحسيني السيستاني، في تشرينَ الثاني (نوفمبر) الماضي ...

حين وضعَ خارطةَ طريقٍ بديهيةً للحل ...

إذ دعا "النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العِبرَ من التجاربِ التي مرّوا بها ...

ويعملوا بجدٍّ في سبيلِ تحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لبلدِهم ...

ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار...

وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلد...

اعتماداً على: مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في مواقعِ المسؤولية...

ومنعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها...

وتحكيمِ سلطةِ القانون...

وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة...

ومكافحةِ الفسادِ على جميع المستويات"...

انتهى كلامُ سماحتِه ... ولا نزيدُ عليه حرفاً ...

أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيدة، في إطارِ تعاونٍ عربيٍ عصريٍ حديثٍ ...

فهذا ما أعلنتُه سابقاً ... واسمحوا لي بأن أكررَه...

نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة...

نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا...

وتنميتِها ومضاعفتِها ...

نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة ...

بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة ...

تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة...

في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها...

وكما قلتُ في القاهرة أكررُ من بغداد ...

قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط ... ثم نتوسّع ...

هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر ...

وقد آنَ الأوانُ لنا، لنحيا أحراراً كِراماً، في هذا العالم ...

سيادةَ رئيسِ مجلسِ وزراءِ جمهوريةِ العراق،

الأخِ العزيز محمد شياع السوداني،

الحضورُ الكريم،

منذ آلافِ السنين، شاءَ التاريخُ أن يجمعَ في مصادفاتِه المُعبِّرة،

بين بلادِ ما بين النهرين وبلادِ الأرز...

فليسَ تفصيلاً أن يكونَ أولُ تنظيمٍ للحياةِ البشريةِ العامة في مجتمعٍ،

قد وضعَه حمورابي هنا...

وأولُ مدرسةٍ في التاريخِ للحقوق، كانت في بيروت...

هذا لأننا كنا، وما زلنا معاً، مهجوسين بحقوقِ ناسِنا وانتظامِ حياتِهم،

بما يحققُ خيرَهم الأسمى ...

وأصرَّ التاريخُ، منذ تلك الألفيات البعيدة، على أن نترافقَ معاً ...

السيدُ الرئيس، الأخُ الصديق،

‏وأنا الآنَ في بغداد، أتذكّرُ بوجدانٍ عراقيٍ صافٍ، أبياتَ الجواهري الرائعة:

‏لبنـانُ يا خمري وطيبي / لا لامستكَ يدُ الخطوب ِ

‏لبنـانُ يا غُرفَ الجَنــان ِ / الناضحــات ِ بكـلِ طيب ِ

‏لبنـانُ يا وطني إذا / حُـلِـئتُ عن وطني الحـــبيــبِ

‏ولحظةَ أعودُ إلى بيروت، سأتذكرُ بوفاءٍ لبنانيٍ خالصٍ، جواهرَ الأخطل الصغير:

‏بغدادُ يا شغفَ الجمالِ / وملعبَ الغـزلِ الـطَـروبِ

‏بغدادُ يا وطنَ الجهـادِ / ومَرضَعَ الأدبِ الخصيبِ

‏قولي لشمسِك لا تغيبي / وتـكبَّدي فَـلـكَ الـقـلـوب

‏عاش العراق

‏عاش لبنان