وئام وهاب يُطلق "جيش التوحيد": متى تتحرك الدولة وتوقف هذا التمرد العلني؟
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

في بلد تنهشه الأزمات وتكاد تسقط فيه آخر مؤسسات الدولة، يخرج وئام وهاب، رئيس "حزب التوحيد العربي"، بتغريدة صادمة وخطيرة، يعلن فيها إطلاق ما سمّاه "جيش التوحيد"، داعياً الناس إلى الانضمام إليه وبدء تنظيم "مقاومة مستقلة".
لم تكن زلّة لسان. ولم تكن مجرد انفعال سياسي.
ما قاله وهاب هو دعوة علنية لتشكيل تنظيم مسلّح خارج إطار الدولة اللبنانية، بل وخارج إطار القانون والمنطق والسيادة.
هذا انقلاب... على العلن
في تغريدته على منصة "إكس"، قال وهاب حرفياً:
"نطالبكم رسمياً بالوقوف ومدّ الناس بالسلاح والخبرات"،
ثم أضاف: "بعد التشاور مع أهلنا وشبابنا أعلن انطلاق جيش التوحيد. ندعو الجميع للانضمام والبدء بتنظيم مقاومة مستقلة."
هذا كلام لا يحتمل التأويل. نحن أمام:
إعلان ميلشيا جديدة.
تحريض مباشر على التسلح.
تهديد للأمن الوطني والإقليمي.
وتجاوز لكل الحدود القانونية والدستورية.
هل نعيش في دولة أو في مزرعة؟
تصريحات وهاب تُعد جرائم واضحة المعالم وفق القانون اللبناني:
تشكيل تنظيم مسلح غير شرعي (مادة 335 من قانون العقوبات).
التحريض على عمل عسكري خارج الحدود.
المساس بسيادة دولة أجنبية (سوريا).
خرق مبدأ "النأي بالنفس" الذي تعهدت به الحكومات اللبنانية.
الأسئلة التي تطرح نفسها الآن:
أين القضاء اللبناني؟
أين النيابة العامة التمييزية؟
أين قيادة الجيش؟
هل يُسمح لأي زعيم طائفي أن يؤسس ميليشيا بقرار فردي دون أي محاسبة؟
في ظل التصعيد الإقليمي، وتوتر الجبهات من الجنوب اللبناني إلى سوريا، تشكّل دعوة وهاب قنبلة موقوتة تهدد بانفجار جديد.
من يضمن ألا يتورّط لبنان من جديد في الحرب السورية؟
من يوقف هذا الانزلاق نحو تشكيل "جيوش الطوائف"؟
وهاب لا يتحدث باسمه فقط. إنه يُطلق نداء فتنة بكل ما للكلمة من معنى.
آن الأوان: أوقفوا وئام وهاب
نحن لا نتحدث عن موقف سياسي، بل عن عمل تخريبي موصوف.
عن محاولة لتكرار مشهد الحرب الأهلية بثوب جديد.
عن مشروع ميليشيوي لا يقلّ خطراً عن أي تنظيم مسلح خارج القانون.
على القضاء اللبناني أن يتحرّك فوراً.
على الحكومة أن توضح موقفها.
على الجيش أن يعلن صراحة رفضه لأي جسم عسكري خارج الشرعية.
إذا سقط وئام وهاب من المحاسبة، سيسقط معه آخر ما تبقى من صورة الدولة.
السيادة لا تُجزأ... ولا تُباع بتغريدة
لبنان لا يحتمل المزيد من الانفلات، ولا المزيد من الزعامات الخارجة عن السيطرة.
صمت الدولة اليوم ليس موقفاً... بل تواطؤ.
والتخاذل أمام هذا النوع من الدعوات هو انتحار وطني جماعي.
المطلوب:
توقيف وئام وهاب فوراً.
فتح تحقيق عاجل.
ومنع أي طرف من تجاوز الدولة باسم الطائفة أو "المقاومة".
إما أن تكون هناك دولة... أو لا نكون.