شولتس: لن نقبل تدخّل الغرباء في ديموقراطيتنا وانتخاباتنا

رفض المستشار الألماني أولاف شولتس السبت أي تدخّل أجنبي في الانتخابات الألمانية، وذلك بعد أن دعا نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في كلمة ألقاها في ميونيخ إلى فتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرّفة.
في حديثه على المنصّة نفسها في مؤتمر ميونيخ للأمن، رد شولتس على خطاب فانس اللاذع في اليوم السابق فدافع عن المحرمات الألمانية ضد التعاون مع اليمين المتطرّف في الائتلافات الحكومية.
وقال شولتس الذي تنظّم بلاده انتخابات في 23 شباط/فبراير "لن نقبل تدخّل الغرباء في ديموقراطيتنا وفي انتخاباتنا. هذا غير لائق، وخاصة بين الأصدقاء والحلفاء".
استهل شولتس خطابه بالإشارة إلى زيارة فانس السابقة لمعسكر الاعتقال النازي داخاو قرب ميونيخ، وتعهُده عدم السماح بارتكاب مثل هذه الجرائم "أبداً مرّة أخرى".
وقال شولتس إن جرائم الهولوكوست هي السبب وراء "معارضة الغالبية العظمى من الألمان بشدّة لأولئك الذين يمجدون أو يبرّرون" النازيين.
وأوضح أن ذلك كان شيئاً فعله أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرّف في ألمانيا من خلال التقليل من شأن جرائم النازية.
وقال شولتس "لا يمكن التوفيق بين الالتزام بعدم تكرار ما حدث ودعم حزب البديل من أجل ألمانيا".
وأضاف "لهذا السبب لن نقبل تدخّل الغرباء في ديموقراطيتنا وفي انتخاباتنا، وفي التشكيل الديموقراطي للرأي لمصلحة هذا الحزب".
وتابع "هذا غير لائق وخصوصاً بين الأصدقاء والحلفاء... نحن نقرّر بأنفسنا كيف ستمضي ديموقراطيتنا".
وعندما سئل بإلحاح بشأن تصريحات فانس خلال جلسة أسئلة وأجوبة قال "نحن واضحون تماماً في أن اليمين المتطرّف يجب أن يظل خارج عملية صنع القرار السياسي وأنّه لن يكون هناك تعاون معهم".
شنّ فانس الجمعة هجوماً واسع النطاق ضد أوروبا وألمانيا بشكل خاص، واتّهمهما بفرض قيود على حرّية التعبير واستبعاد الأحزاب التي تعبّر عن مخاوف قوّية بشأن الهجرة.
وقال نائب الرئيس الأميركي في كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن إن "الديموقراطية ترتكز على المبدأ المقدس المتمثّل في أن صوت الشعب مهم".
وأضاف "لا مجال لجدران العزل"، في إشارة إلى الموقف التقليدي للأحزاب الألمانية الرافضة للتعامل مع اليمين المتطرّف.
يأتي الصدام بين الحلفاء التقليديين قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات التشريعية الألمانية.
ويحتّل الحزب الاشتراكي الديموقراطي من يسار الوسط بقيادة شولتس حالياً المركز الثالث في استطلاعات الرأي مع حوالى 15 بالمئة من نوايا الأصوات.
ومن المتوقّع أن يحقّق حزب "البديل من أجل ألمانيا" أفضل نتيجة له على الإطلاق، إذ يحتّل الآن المركز الثاني عند حوالى 20 بالمئة.
وتتقدّم السباق الانتخابي كتلة الاتحاد الديموقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظة، مع نسبة تأييد تبلغ 30 بالمئة تقريباً