رئيس وزراء قطر: مهاجمة مواقع نووية إيرانية ستلوث مياه الخليج

حذر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن “يلوث بالكامل” مياه الخليج ويهدد الحياة في قطر والإمارات والكويت.
وتملك الدول الصحراوية الثلاث، المواجهة لإيران على الجانب الآخر من الخليج، احتياطيات ضئيلة من المياه لسكانها الذين يزيد عددهم معا على 18 مليون نسمة وتشكل المياه التي تتم تحليتها بعد سحبها من الخليج مصدرهم الوحيد للمياه الصالحة للشرب.
وحذر رئيس الوزراء القطري من أن أي هجوم على مواقع نووية إيرانية سيترك الخليج “بلا مياه (صالحة للشرب) ولا أسماك ولا شيء… لا حياة”.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران واقترح على طهران أن يبدأ البلدان محادثات. كما عاد ترامب إلى سياسة “أقصى الضغوط” التي تبناها خلال ولايته الرئاسية الأولى لعزل إيران عن الاقتصاد العالمي وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر.
ودعا الشيخ محمد إلى إيجاد حل دبلوماسي لتجنب توجيه ضربة عسكرية لإيران من شأنها أن تؤدي إلى “حرب تستشري في كل المنطقة”.
وقال في مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون نشرت يوم الجمعة “لا يمكن لقطر أن تدعم أي نوع من الخطوات العسكرية… لن نستسلم حتى نرى حلا دبلوماسيا”.
وتنفي طهران أنها تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس السبت إن طهران لن تُرغم على الدخول في مفاوضات.
وقال الشيخ محمد إن تقييمات أعدتها قطر منذ عدة سنوات تشير إلى أنها معرضة لخطر نفاد المياه الصالحة للشرب في غضون ثلاثة أيام في حالة وقوع هجوم على المواقع النووية الإيرانية.
ومنذ ذلك الحين قامت الدولة الخليجية، التي تصل درجات الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية في الصيف، ببناء 15 من أكبر خزانات المياه الخرسانية في العالم لتعزيز إمدادات المياه للطوارئ.
وأشار رئيس الوزراء القطري بالتحديد إلى بلاده والكويت والإمارات، وقال إن بعض المواقع النووية الإيرانية أقرب إلى الدوحة منها إلى طهران. وتقع محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران على ساحل الخليج في بوشهر.
وتعتبر قطر الغنية بالغاز حليفة وثيقة للولايات المتحدة وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، لكنها تحافظ أيضا على علاقات مع إيران التي تشترك معها في أكبر حقل غاز معروف في العالم.
وخلال ولايته الأولى (2017-2021) انسحب ترامب من الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى الذي فرض قيودا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات عنها.
وبعد انسحاب واشنطن في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود وتجاوزتها بكثير.