جبران باسيل في طرابلس: "الفتنة المتنقلة" تحاضر بالوحدة؟

خاص مراسل نيوز

جبران باسيل في طرابلس: "الفتنة المتنقلة" تحاضر بالوحدة؟

لم يمرّ حضور رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، إلى طرابلس مرور الكرام، بل أثار موجة غضب وسخط واسع في الأوساط السياسية والشعبية. فكيف لمن وقف بوجه أبناء المدينة وساهم في تهميشها لعقود، أن يأتي اليوم ليحاضر عن العيش المشترك؟ كيف يمكن لمن وصفه زعيم زغرتا سليمان فرنجية بـ"الفتنة المتنقلة" أن يتحدث عن المصالحة، وهو من كان عنواناً للصدام والانقسام؟

ازدواجية باسيل: من معادٍ لطرابلس إلى زائر متودد

جبران باسيل، الذي لم يوفر طرابلس من خطابه التحريضي، وجد نفسه اليوم مضطراً إلى طرق أبوابها، متقمصاً شخصية "الداعي إلى الوحدة"، في محاولة بائسة لتلميع صورته. لكنه نسي، أو تناسى، أن الطرابلسيين لم ينسوا مواقفه السابقة، حين كان من أشد المعارضين لحصول أبنائهم على حقوقهم في الدولة، وحين هندس تحالفات سياسية قائمة على الإقصاء والتهميش، خدمة لمصالحه الضيقة.

كيف لباسيل أن يتحدث عن "الخطر على لبنان" وهو أحد رموزه؟ كيف له أن يحذر من التقسيم، وهو من مارس كل أشكال التقسيم السياسي والطائفي؟ بالأمس، كان يتبنى خطاباً تحريضياً ضد الشمال، واليوم يطلّ بـ"قناع المصالحة" كأن شيئاً لم يكن!

"لا أهلاً ولا سهلاً".. طرابلس ترفض المتلونين

طرابلس التي صمدت بوجه كل محاولات التشويه والتهميش، لن تستقبل من كان يصفها يوماً بـ"المأوى للمتطرفين"، ومن حارب وجودها في كل استحقاق سياسي واقتصادي. لا أهلاً ولا سهلاً بمن كان يرى في طرابلس مجرد ورقة للمساومة، يستخدمها متى احتاج، ويرميها متى انتفت مصلحته.

فيما يحاول باسيل تصدير نفسه على أنه "رجل التوافق"، فإن الشارع الطرابلسي يدرك تماماً أن زيارته ليست إلا جزءاً من حملة علاقات عامة فاشلة، تهدف إلى كسر عزلته السياسية بعد أن بات مرفوضاً في الداخل والخارج.

سليمان فرنجية قالها: "الفتنة المتنقلة" وصلت طرابلس

إننا نذكر أن زعيم زغرتا سليمان فرنجية وصف جبران باسيل بـ"الفتنة المتنقلة"، وهو وصف لم يكن مجرد نعت سياسي، بل توصيف دقيق لمسيرته السياسية التي لم تنتج إلا الأزمات والعداوات. من خلافاته داخل التيار الوطني الحر، إلى صدامه مع جميع الحلفاء والخصوم، باسيل كان ولا يزال عاملاً أساسياً في كل الأزمات التي عصفت بلبنان.

طرابلس لا تحتاج إلى دروس من مهندس الصفقات والمساومات

في لحظة سياسية مفصلية، حيث يرزح اللبنانيون تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والسياسي، يأتي باسيل ليقدم دروساً في الوحدة والتآخي، متناسياً أن سياساته كانت السبب في كثير من المآسي التي شهدها لبنان. فهل يعتقد أن الطرابلسيين مغفلون ليستمعوا إلى خطب جوفاء من رجل لم يترك أزمة إلا وكان جزءاً منها؟

طرابلس، التي لطالما كانت مدينة العيش المشترك الحقيقي، لا تحتاج إلى دروس من رجل بنى مجده السياسي