ألمانيا تخفض توقعات النمو الاقتصادي وتحمل ترامب مسؤولية الركود

تعتقد الآن أن الاقتصاد سوف يكتنفه الركود هذا العام.
وعازا هابيك الركود الذي يواجهه اقتصاد بلاده إلى سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية التي تعمد إلى زيادة الرسوم الجمركية وتقليل الاستيراد من الخارج ودعم الصناعة المحلية.
وقال هابيك لدى عرضه التوقعات إن “السياسة التجارية الأميركية القائمة على التهديد وفرض الرسوم الجمركية تؤثر مباشرة على الاقتصاد الألماني المعتمد بشدة على التصدير”.
وتوقعت الحكومة الألمانية في وقت سابق نموا ضئيلا نسبته 0.3% هذا العام بعدما سجلت أكبر قوة اقتصادية في أوروبا انكماشا مدى العامين الماضيين، كما خفضت توقعات النمو للعام 2026 إلى 1% من نسبة 1.1%.
وتعد الولايات المتحدة -وهي وجهة رئيسية للمنتجات الألمانية من السيارات وصولا إلى المواد الكيميائية- أكبر شريك تجاري لألمانيا، وبلغت حصتها من الصادرات الألمانية العام الماضي نحو 10%.
وتفرض الولايات المتحدة حاليا رسوما جمركية نسبتها 10% على صادرات الاتحاد الأوروبي إليها بعدما أعلنت في وقت سابق عن نسبة رسوم أعلى بلغت 20% جمدت تطبيقها لاحقا لمدة 90 يوما.
وقال هابيك إن “الرسوم الجمركية والاضطرابات في السياسة التجارية تؤثر على الاقتصاد الألماني أكثر من البلدان الأخرى”.
وصرح أثناء مؤتمر صحفي في برلين قائلا “نعتمد على الأسواق المفتوحة والأسواق العاملة وعلى عالم قائم على العولمة، هذه هي الأمور التي أثرت هذه البلاد”.
وسجل إجمالي الناتج المحلي الألماني انكماشا بنسبة 0.3% عام 2023 وبنسبة 0.2% عام 2024 على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، كما يواجه منافسة صينية شرسة بشكل متزايد في قطاعات رئيسية مثل السيارات والآليات.
وتحدث هابيك عن “تحول” فيما يتعلق بالقطاعات التي كانت تضخ المال عادة للاقتصاد الألماني، وقال إن “كبار شركائنا التجاريين (الصين والولايات المتحدة، وجارتنا روسيا) يسببون لنا المشاكل”.
أميركا الشريك الأهم
وتشير الأرقام إلى أن الولايات المتحدة أصبحت ولأول مرة عام 2024 الشريك التجاري الأول لألمانيا منذ عام 2015، متجاوزة الصين.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 252.8 مليار يورو (273 مليار دولار)، منها 161 مليار يورو (173.9 مليار دولار) صادرات ألمانية إلى الولايات المتحدة.