صديقي الحكيم... الدولة لا تتحمّل معارضة من داخلها

بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

صديقي الحكيم... الدولة لا تتحمّل معارضة من داخلها

صديقي العزيز،

أكتب إليك لا ككاتب رأي، بل كابن لهذا الوطن الجريح، وكصديق يعرف كم تحب لبنان، وكم قدّمت من أجل سيادته وكرامته. ولكن، في لحظة الحقيقة، حيث يقف لبنان على مشارف مستقبل لا يُرحم، أجد أن علينا – كأصدقاء للوطن قبل أن نكون أصدقاء لبعضنا – أن نُصارح بعضنا، بصوت محبة وصدق لا يُجامل.

 حين تُهاجم الحكومة التي تمثلك... من يُدافع عن الدولة؟

في خطابك الأخير، وصفتَ حكومة دولة الرئيس نواف سلام بأنها متماهية مع مواقف "حزب الله"، وهاجمتَ طريقة ردها على المبادرة الأميركية، وقلت إننا عدنا إلى زمن الحروب والانهيار.

لكن صديقي العزيز،
أليست هذه الحكومة التي تضم أربعة وزراء من القوات اللبنانية؟
أليس الرئيس نواف سلام شخصية تحظى باحترام الجميع، لا يُساوم، ولا يخضع؟
وأليس رئيس الجمهورية جوزيف عون، رجلًا شجاعًا لم يخضع يومًا لأي سلاح خارج الشرعية؟

إما أن نكون في الدولة... أو خارجها بشرف

لا يمكن أن يكون حزبك شريكًا في الحكم، وخصمًا له في الإعلام في الوقت نفسه. فالشعب يرى، ويفهم، ولا يقبل التناقضات.

إذا كانت الحكومة عاجزة فعلاً، فليُقدّم وزراؤكم استقالتهم.
وإذا كانت تحاول ضمن الممكن، فليكن خطابنا – كأصدقاء للوطن – داعمًا، مُحفّزًا، لا مُثبطًا.

 الحل لا يبدأ من الهجوم... بل من البناء

السلاح غير الشرعي ليس أزمة الحكومة، بل مشكلة كل الوطن. ولا أحد ينكر خطورته. لكن، هل نواجهه بمواقف إعلامية فقط؟
أم نحتاج إلى تحالف سياسي وطني حقيقي يُعيد للدولة وزنها، ويمنح الرئيسين عون وسلام غطاءً شعبيًا واسعًا؟

صديقي الحكيم... صوتك مسموع. لكن رجاءً، لا تُوجّهه فقط إلى قواعدك، بل إلى قلب الوطن بأكمله.


كلمة من صديق إلى صديق

أنت أكثر من رئيس حزب. أنت رجل حمل حلم الدولة، ودفعت ثمنه.
واليوم، الدولة بين يديك، حتى ولو جزئيًا. فلا تسمح أن نُطلق عليها الرصاص من داخل بيتها.

"صديقي العزيز سمير جعجع، الحكمة اليوم ليست في الصوت المرتفع، بل في اليد التي تبني، وتجمّع، وتطرح حلولًا واقعية تنقذ الوطن قبل أن يُطفئ آخر قنديله."