حماس: ‎إسرائيل استهدفت منطقة مكتظة بالمدنيين وليس قيادات بالحركة

حماس: ‎إسرائيل استهدفت منطقة مكتظة بالمدنيين وليس قيادات بالحركة

أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة غارة إسرائيلية استهدفت مخيماً للنازحين في المواصي جنوب قطاع غزة إلى 71 قتيلاً فلسطينياً على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان: "حصيلة مجزرة الاحتلال البشعة بحق المواطنين والنازحين في منطقة المواصي... قبل قليل أكثر من 71 شهيداً ومن 289 إصابة".

 

وكان المكتب الإعلامي التابع لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" قد أفاد بأن عشرات الفلسطينيين سقطوا بين قتيل وجريح في هجوم إسرائيلي على خيام تؤوي نازحين في خان يونس بقطاع غزة.

 

 وقال البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لحكومة غزة التي تديرها "حماس": "ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين في منطقة النُّص بخان يونس، حيث خلفت هذه المجزرة المروعة أكثر من 100 شهيد وجريح، بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدني، في حصيلة أولية".

 

لاحقاًن أعلنت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 38443 فلسطينياً قتلوا في حين بلغ عدد المصابين 88481 في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

 

 

اغتيال محمد الضيف؟

في السياق، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف قائد الجناح العسكري لـ"حماس" محمد الضيف في غزة، مشيراً إلى أن الاستعدادات لتنفيذ هجوم خان يونس استمرت فترة طويلة.

 

وقال في بيان إنَّ "هجوم خان يونس كان دقيقاً للغاية"، موضحاً أن "المعلومات الاستخباراتية عن الضيف وردت قبل ساعات من الهجوم".

 

وقال الجيش: "الضيف ورافع سلامة كانا مختبئين بمجمع بالمواصي وحولهما عناصر من حماس".

 

إصابة خطيرة

بدورها، قالت "إذاعة الجيش الإسرائيلي" إنَّ الجيش استهدف قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" في ضربة على خان يونس في غزة.

وأضافت الإذاعة أنه من غير الواضح ما إذا كان محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قد قُتل.

 

وفي إسرائيل يقدرون أن هناك "احتمالاً كبيراً" للإصابة في الهجوم لكنهم ينتظرون النتيجة النهائية، وفق صحيفة "إسرائيل هيوم".

 

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يشير تقييم الجيش الإسرائيلي إلى أن محمد الضيف أصيب بجروح خطيرة.

 

وأوضحت "هيئة البث الإسرائيلية" أن رافع سلامة قائد لواء خان يونس كان مستهدفاً مع محمد الضيف بخان يونس.

 

ولفتت صحيفة "معاريف" إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حصلت أمس على معلومات بوصول الضيف إلى خان يونس. 

 

وأفادت بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية علمت أمس باختباء الضيف في منطقة خيام النازحين بالمواصي.

 

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أصدر منذ بداية الحرب توجيهاً دائماً يقضي بتصفية كبار مسؤولي "حماس".

 

وقال: "تم إطلاع رئيس الوزراء على جميع التطورات خلال الليل، ويستمر في تلقي تحديثات منتظمة".

 

ووفقاً لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي"، تمكن محمد ضيف من النجاه على الأقل 5 مرات و الإفلات من محاولات الاغتيال التي قام بها الجيش منذ عام 1998. 

 

رفع حالة التأهب

وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن يوىف غالانت يعقد تقييماً للوضع العملياتي مع القادة الأمنيين في غزة.

 

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب خوفاً من رد فعل كبير من "حزب الله" و"حماس".

 

 

"كلام فارغ"

إلى ذلك، أكدت حركة "حماس" أن "مجزرة مواصي خانيونس استمرار للإبادة النازية ضد شعبنا، والإدارة الأمريكية شريك مباشر في هذه الجريمة".

 

وأضافت في بيان: "ندين بأشد العبارات مجزرة مواصي خانيونس المروّعة والتي تشكّل تصعيداً خطيراً في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، والتي تُرتَكَب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد".

 

ولفتت الحركة إلى أن "هذه المجزرة البشعة التي يرتكبها "جيش" الاحتلال الصهيوني، استهدفت منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، وهي منطقة صنّفها "جيش" الاحتلال على أنها "مناطق آمنة"، ودعا المواطنين للانتقال إليها، حيث استهدفت طائرات ومدفعية ومُسَيَّرات الاحتلال بشكل مكثّف ومتتالٍ خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة، ليسقط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء العزل".

 

وقالت إنَّ "ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، وهذه ليست المرة الاولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقًا، وإن هذه الإدعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".

 

وتابعت أن "مجزرة مواصي خانيونس؛ والتي استهدفت منطقة تكتظ بأكثر من ثمانين ألفاً من النازحين؛ هي تأكيدٌ واضحٌ من الحكومة الصهيونية، على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل، في الخيام ومراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم، غير مكترثةٍ بدعوات وقف استهداف المدنيين الأبرياء، أو ملتفتة لأيٍ من قوانين الحروب التي تفرِض حمايتهم".

 

واعتبر "حماس" أن "هذا الاستهتار بالقانون والمعاهدات الدولية، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل، لم تكن لتتواصَل، لولا الدعم الذي توفره الإدارة الأميركية لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وشلّ يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم، وهو ما يجعلها شريكةً بشكلٍ كامل فيها".

 

كما قال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري إنَّ التقرير الذي بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن غارة على خان يونس بقطاع غزة استهدفت قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف "كلام فارغ".

وأضاف أبو زهري لـ"رويترز": "جميع الشهداء هم مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي... هذه رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق".

 

 

"الجهاد الإسلامي"

من جهتها، قال حركة "الجهاد الإسلامي" إنَّ "ادعاءات الاحتلال باستهداف شخصيات قيادية تثبت النية المبيتة لديه لارتكاب هذه الجريمة".

 

وأضافت أن "هذه الجريمة تؤكد ضرب الاحتلال عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية