واشنطن تُكثّف محادثاتها مع تركيا: وقف إطلاق النار في منبج وتمهيد لحل شامل في سوريا
تواصل الولايات المتحدة الأميركية جهودها الدبلوماسية في الملف السوري عبر تكثيف مشاوراتها مع تركيا، في محاولة لبلورة خطوات عملية تهدف إلى تهدئة الأوضاع الميدانية وفتح آفاق لحل سياسي شامل للأزمة السورية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أنّ واشنطن تُجري حاليًا محادثات مكثفة مع أنقرة حول سبل المضي قدمًا في سوريا، مؤكدةً أنّها تُدرك المخاوف التركية المشروعة المرتبطة بالوضع في الشمال السوري، لا سيما التوترات القائمة مع الفصائل الكردية.
وفي هذا الإطار، أوضحت الخارجية الأميركية أنّ الاتصالات الجارية مع تركيا تركّزت على الوضع المتفجّر في شمال سوريا، لافتةً إلى جهودها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة منبج. وفي تطور إيجابي، أكّدت واشنطن أنّ وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية قد جرى تمديده حتى نهاية هذا الأسبوع، ما يمنح الأطراف مساحة إضافية للتهدئة وإعادة تقييم الأوضاع.
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أنّ الهدف البعيد المدى للولايات المتحدة يتمثّل في تشكيل حكومة وطنية سورية تُحقق تمثيلًا عادلًا لجميع المجموعات العرقية والطوائف المختلفة في البلاد، ما يُساهم في إعادة بناء سوريا على أسس من الاستقرار والعدالة.
من جهة أخرى، أعربت واشنطن عن صدمتها حيال الأدلة المتزايدة بشأن وجود مقابر جماعية وانتهاكات مروعة في سوريا، مؤكدةً أنّ هذه المشاهد تُعد "صدمة للضمير الإنساني"، وأنّ الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان تحقيق العدالة للضحايا.
وختامًا، تُبرز هذه التحركات استمرار الدور الأميركي في الأزمة السورية، سواء على المستوى الميداني من خلال التهدئة أو على الصعيد السياسي عبر الدفع نحو حلٍ شامل يُنهي معاناة السوريين الممتدة منذ أكثر من عقد. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بتعاون الأطراف المعنية إقليميًا ودوليًا.