عمّان تجمع دول الجوار السوري تنسيقاً لعودة الاستقرار

في ظل تصاعد التحديات التي تواجه دول الجوار السوري، يستضيف الأردن اليوم، اجتماعا رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية، ووزراء الدفاع، ورؤساء هيئات الأركان، ومديري أجهزة المخابرات من الأردن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وتركيا.
ويهدف الاجتماع إلى بحث سبل التعاون في محاربة الإرهاب، ووقف تهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة القضايا الأمنية المشتركة، بالإضافة إلى دعم استقرار سوريا وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين.
بدوره، أفاد مصدر رسمي أردني لـ"العربية/الحدث.نت"، بأن الاجتماع يأتي ضمن إطار جهود الأردن التنسيقية المستمرة بشأن تطورات الأوضاع في سوريا، وضرورة تبادل الرأي والمشورة حول أفضل سبل دعم سوريا، بما يضمن الحفاظ على وحدتها وسيادتها وأمنها واستقرارها.
كما أوضح أنه سيؤكد على التحديات المرتبطة بالحدود، وعمليات التهريب، والتجارة، والنقل، وملف اللاجئين وعودتهم الطوعية، باعتبارها قضايا ذات تأثير مباشر على دول الجوار.
وبحسب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، فإن الاجتماع سيركز على دعم جهود إعادة بناء سوريا على أسس تحفظ وحدتها وسيادتها، وتمكنها من التخلص من الإرهاب والجماعات المسلحة.
كما سيناقش الاجتماع إمكانية وضع آليات لضبط الحدود ومنع التهريب، خاصة أن دول الجوار السوري باتت تعاني من تصاعد الأنشطة غير المشروعة عبر الحدود، مثل تهريب المخدرات والسلاح، وانتشار التنظيمات المسلحة.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات متزايدة، إذ لا تزال الحدود السورية تشكل مصدر قلق أمني لدول الجوار، سواء بسبب الجماعات المتطرفة التي نشأت بعد عام 2011، أو بسبب التدخلات الإقليمية التي تعمّق الأزمات داخل سوريا وخارجها.
في هذا السياق رأى وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، أن هذا الاجتماع يكتسب أهمية كبيرة نظرًا لتعقيد الملفات المشتركة بين دول الجوار السوري.
وأكد في تصريح لـ"العربية/الحدث.نت" أن القضايا التي سيتم مناقشتها ليست مرتبطة فقط بالنظام الحاكم في سوريا، بل تمتد إلى التوزيع الجغرافي والتداخلات السياسية والأمنية التي فرضتها سنوات الحرب.
وأشار إلى أن سوريا منذ عام 2011 أصبحت ساحة مفتوحة لتنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة المرتبطة بأجندات إقليمية، مما جعلها مركزًا لتهديدات أمنية عابرة للحدود. وأضاف أن إيران وتنظيماتها المسلحة لعبت دورًا كبيرًا في تهريب الأسلحة والمخدرات إلى دول الجوار، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
أما على صعيد العلاقات الإقليمية، لفت المعايطة إلى أن هناك ملفات جديدة بين سوريا والعراق، حيث كان هناك انسجام سياسي وأمني بين البلدين خلال حكم بشار الأسد، نظرًا للمعادلة الإيرانية التي تربطهما. إلا أن الأوضاع اختلفت اليوم، حيث ظهرت قضايا سياسية وأمنية مستجدة تتعلق بالموقف العراقي المتغير، والدور الإيراني المتزايد في المنطقة.