زلزال إسطنبول يجدد المخاوف من هشاشة البنية التحتية

قالت السلطات في تركيا إن المئات في إسطنبول لجأوا إلى مساجد ومدارس وغيرها من الملاجئ المؤقتة اليوم الخميس بعد أن ضرب زلزال قوي المدينة أمس الأربعاء مما عرض نحو 1.5 مليون بناية للخطر.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجة أمس الأربعاء إلى فرار السكان من منازلهم، مما أعاد إلى الأذهان ما حدث عندما ضرب زلزال مدمر جنوب شرق البلاد قبل عامين، وهو أمر أثار المخاوف بشأن افتقار المدينة للاستعداد لتلك الأحداث.
وضرب الزلزال المدينة بعد أن شهدت في الآونة الأخيرة احتجاجات حاشدة على اعتقال رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو. ولا تزال المظاهرات تخرج مرتين أسبوعيا، مع ظهور احتجاجات أخرى عفوية بشكل متكرر.
لم ترد أي تقارير عن وقوع وفيات بسبب زلزال أمس الأربعاء، وهو الأقوى الذي يضرب إسطنبول منذ سنوات. وتقع المدينة إلى الشمال مباشرة من خط صدع يعبر بحر مرمرة. وأظهرت بيانات في 2023 أن نحو خمسة ملايين من سكان المدينة، البالغ عددهم نحو 16 مليون نسمة، يعيشون في منازل معرضة للخطر.
وفي حين قالت الحكومة إن إعداد المدينة للتعامل مع زلزال أقوى هو مهمة عاجلة، قال حزب المعارضة الذي يدير بلدية المدينة ويشعر بالإحباط بسبب ما وصفه بأنه تقاعس من الحكومة المركزية إن خطته للتحول الحضري يجب اعتمادها في النهاية.
ويقبع إمام أوغلو وبعض مسؤولي الاستجابة للكوارث في المدينة في السجن في انتظار المحاكمة بتهم وجهت إليهم الشهر الماضي، وهي اتهامات تعرضت لانتقادات على نطاق واسع باعتبارها مسيسة ومناهضة للديمقراطية.
ومن زنزانته خارج المدينة، قال إمام أوغلو، وهو المنافس السياسي الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان ويتقدم عليه في بعض استطلاعات الرأي، على وسائل التواصل الاجتماعي إنه يشعر “بحزن عميق” لعدم تمكنه من خدمة السكان في هذا الوقت.
وأصيب العشرات أثناء فرارهم من المنازل أمس الأربعاء، الذي صادف عطلة عيد الطفل في تركيا، بينما سقطت قطع خرسانية من بعض المباني على الأرض. وذكرت السلطات أن سبعة مبان لحقت بها أضرار طفيفة نتيجة لذلك.
قال وزير الداخلية علي يرلي قايا “لبينا احتياجات 101 ألف مواطن لمأوى فوري بفعالية وشمول” في إشارة لمن قضوا ليلتهم في مساجد ومدارس ومساكن طلابية بينما اضطر آخرون للمبيت في خيام أو سيارات.
وقال مراد قوروم وزير التطوير العمراني إن نحو ثلث المباني البالغ عددها 1.5 مليون تعتبر معرضة للخطر و”تتطلب معالجة عاجلة وليس لدينا وقت لنضيعه”.
وقال إن بلدية المدينة سعت إلى التعاون مع حكومة أردوغان في تطوير البنية التحتية استعدادا للزلازل.
وبلغت قوة زلزال ضرب جنوب تركيا وسوريا المجاورة، في فبراير شباط 2023، 7.8 درجة وتسبب في أكبر عدد من القتلى وأكبر قدر من الدمار في تاريخ تركيا الحديث.
وأسفر ذلك الزلزال قبل نحو عامين عن مقتل أكثر من 55 ألفا في جنوب تركيا وسوريا وتسبب في نزوح مئات الآلاف.
وأعادت الهزة الأخيرة إلى الأذهان ذكريات زلزال وقع في عام 1999 وأودى بحياة 17 ألفا قرب إسطنبول.