توقيت الانفجار محفوف بالمخاطر... هل أعين إسرائيل على "بندر عباس"؟

شهد ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس جنوب إيران، اليوم السبت، انفجاراً ضخماً أسفر عن إصابة أكثر من 100 شخص، وسط تساؤلات متزايدة حول احتمال وقوف إسرائيل وراء الحادث، خصوصاً في ظل التقدم الحاصل في المفاوضات بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني.
ووفقاً لما أوردته وكالة “تسنيم” الإيرانية، تم تعليق جميع الأنشطة في الميناء، وهو من أبرز الموانئ الحيوية في البلاد ويحتوي على خزانات نفطية ومنشآت بتروكيماوية، إلى حين تمكن قوات الأمن والإغاثة من السيطرة على الوضع.
وفي هذا السياق، اعتبر نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية في “سكاي نيوز عربية”، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون حذراً من التورط في هجوم بهذا الحجم في ظل العلاقات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال: “نتنياهو لا يريد إثارة غضب ترامب، ولذلك فإن القيام بعمل مباشر بهذا الشكل سيكون مغامرة غير محسوبة”.
وأضاف كناعنة أن إسرائيل قد تلجأ إلى تنفيذ مثل هذه العمليات عبر وسطاء أو جهات داخلية في إيران، حتى تُبقي يدها بعيدة عن الاتهام المباشر، وفي الوقت نفسه توجه رسالة قوية إلى طهران بأن اقتصادها يمكن استهدافه بسهولة.
ورغم أن العمل قد يُفسَّر على أنه خطوة لتحجيم المفاوضات النووية، شدد كناعنة على أن توقيت الانفجار يجعله خطوة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل، إذ قد يؤدي إلى استياء دولي ويعرقل جهود واشنطن للوصول إلى اتفاق.
وأشار إلى أن تل أبيب سبق ونفذت هجمات سيبرانية على نفس الميناء في عام 2020، ما أدى حينها إلى تعطيل العمل به لأيام. وقال: “أعين إسرائيل دائماً على ميناء بندر عباس، وترغب في إثبات أنها قادرة على ضرب مفاصل الاقتصاد الإيراني”.
واختتم كناعنة بالتأكيد على أن نتنياهو ينظر إلى أي اتفاق نووي قادم باعتباره إنعاشاً محتملاً للاقتصاد الإيراني، لذا فإن استهداف مواقع اقتصادية يبقى خياراً قائماً، لكنه مرهون بتوقيت سياسي حساس قد يحول دون تنفيذه المباشر في هذه المرحلة.