عماد كريدية... مدير عام واجه الفساد فحصد الإبعاد!

خاص مراسل نيوز

عماد كريدية... مدير عام واجه الفساد فحصد الإبعاد!

بينما تغرق المؤسسات العامة اللبنانية في مستنقعات المحاصصة والفساد، كان لا بد أن يدفع ثمن النزاهة رجلٌ آمن أن الخدمة العامة مسؤولية لا غنيمة... إنه عماد كريدية، المدير العام لهيئة "أوجيرو"، الذي اختارته الأرقام النظيفة والسيرة البيضاء ليكون في مرمى الاستهداف.

 

فوجئ اللبنانيون، مرة أخرى، بخبر إنهاء عقد كريدية بحجة "بلوغ السن القانونية"، رغم أن الواقع يقول إن كريدية كان من آخر معاقل الشفافية داخل الإدارة اللبنانية. الرجل الذي واجه بحزم محاولات نهب قطاع الاتصالات وأصرّ على حماية البنية التحتية الوطنية من الانهيار، يُكافأ اليوم بالإقصاء المبكر، قبل أشهر قليلة من انتهاء عقده الرسمي.

 

ما بين السطور، يعرف اللبنانيون أن معركة كريدية لم تكن يوماً مع موظفيه أو مع زملائه، بل مع منظومة فساد متجذرة أرادت السيطرة على مقدرات أوجيرو وتحويلها إلى مصدر جديد للصفقات المشبوهة. قاومهم بصمت، صارعهم بالقانون، وتحمّل حملات التشويه والتضييق، لكنه بقي ثابتاً... حتى أتاه الطعن من داخل البيت الوزاري.

 

كل من عمل مع عماد كريدية يعرف نزاهته. يعرف كم رفض التواطؤ مع مشاريع مشبوهة. يعرف كيف كانت "أوجيرو" في عهده تتلمس طريق النهوض، رغم الحصار المالي والإداري. أيُعقل أن يُكافأ من نظّف المؤسسة بالاستبعاد؟ وأيّ رسالة تُوجه إلى كل موظف شريف حين يرى أن الثمن للصدق هو الطرد؟

 

إن ما يحدث اليوم ليس مجرد قرار إداري؛ إنه إنذار مرعب لكل من يحلم ببناء دولة المؤسسات. إنه رسالة سوداء لكل شاب وشابة تؤمن أن النزاهة قد تثمر في وطنٍ أتعبه الفساد.

 

عماد كريدية لا يُقال... بل يُحتفى به. لا يُقصى... بل يُدعم ويُكرم.

 

اليوم، المطلوب ليس فقط التضامن مع كريدية، بل إطلاق صرخة مدوية:

 

ضد تصفية الكفاءات.

 

ضد الانتقام من الشرفاء.

 

ضد وأد الأمل بدولة القانون.

 

 

فلتعلم وزارة الاتصالات وكل من يقف خلف هذه المسرحية الرديئة:

اللبنانيون لا ينسون رجالهم الصادقين، وعماد كريدية سيبقى صفحة مشرقة في تاريخ القطاع العام اللبناني، شاء من شاء وأبى من أبى.