مكالمة ترامب ونتنياهو التي هزّت أركان التحالف الأميركي–الإسرائيلي

خاص مراسل نيوز

مكالمة ترامب ونتنياهو التي هزّت أركان التحالف الأميركي–الإسرائيلي

وفي حين تنظر الإدارة الأميركية إلى الحوار مع إيران كجزء من مقاربتها الإقليمية الشاملة، ترى تل أبيب في ذلك تهديدًا مباشرًا لمنظومة الردع التي تعتمد عليها في استراتيجيتها الدفاعية.

لكن في ظل رئيس أميركي يضع نصب عينيه تسوية شاملة، لا تحظى هذه الرؤية الإسرائيلية بدعم أميركي مطلق. وهنا تتّضح الفجوة بين نهجين: أحدهما يؤمن بأن طاولة المفاوضات قادرة على تثبيت التوازنات، وآخر يرى أن القوة وحدها تغيّر المعادلات.

بحسب موقع “والا” الإسرائيلي، جاءت المكالمة بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في تلك اللحظة الحرجة بنبرة غير مسبوقة، حتى وُصفت بـ”الانفجار الصامت”. فقد تحدث ترامب بلهجة حازمة، وطلب من نتنياهو بوضوح “الامتناع عن اتخاذ خطوات قد تُفضي إلى إفشال مسار التفاوض مع إيران”، مشددًا على أن واشنطن ماضية في بناء حل دبلوماسي شامل، مع الإبقاء على كل الخيارات – العسكرية وغير العسكرية – مطروحة على الطاولة.

ولم يقتصر التحذير على إيران فحسب، إذ كشف مصدر دبلوماسي في البيت الأبيض لـ”سكاي نيوز عربية” أن الإدارة الأميركية تعمل على بلورة صفقة تشمل تحرير الرهائن في غزة مقابل وقف لإطلاق النار. ورغم أن نتنياهو يؤكد مواقفه بأن الإفراج عن الرهائن لا يتحقق إلا بانتصار عسكري شامل، فقد أبلغ ترامب أن إسرائيل بصدد حشد أكثر من 450 ألف جندي احتياط استعدادًا لتوسيع العمليات الميدانية، ما أثار قلقًا أميركيًا من أن أي تصعيد جديد سيقوض جهود التهدئة.

الخلاف بين ترامب ونتنياهو ليس لحظة عابرة، بل ثمرة تراكمات طويلة في الرؤى والأولويات وأدوات إدارة الأزمات. ما كان يُدار لسنوات خلف الأبواب الموصدة، وقع اليوم في حيز العلن عبر هذه المكالمة المتوترة. وربما لا تنهي هذه الأزمة العلاقة الإستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب بالكامل، لكن المرحلة المقبلة ستشهد “أقل من تحالف وأكثر من خلاف”.

فبينما يراهن ترامب على التهدئة وترتيب البيت الإقليمي عبر دبلوماسية تشاركية، يتمسك نتنياهو بخيار الحسم العسكري وفرض الوقائع بالقوة. إنه تحالف لم ينهار فجأة، لكنه يتآكل تدريجيًا تحت ضغط تفاوت الرؤى وتضارب المصالح