زعيم "داعش" السابق في ألمانيا... برلين تحسم مصير "أبو ولاء"

رفضت المحكمة الإدارية في دوسلدورف، غرب ألمانيا، الدعوى التي تقدّم بها زعيم تنظيم داعش السابق في ألمانيا، المعروف بـ"أبو ولاء"، للطعن في قرار ترحيله إلى العراق، معتبرة أن المصلحة القومية تتقدم على أي اعتبارات شخصية، خصوصًا في ظل "استمرار الخطر الذي يُشكله".
القاضية التي أصدرت الحكم اعتبرت أن الرجل البالغ من العمر 41 عامًا لم يُقدّم أي مؤشرات موثوقة على تخليه عن فكره المتشدد أو عن خلفيته الجهادية، لافتة إلى أن احتمال عودته إلى الأنشطة المتطرفة لا يزال قائمًا، بالرغم من مشاركته في برنامج "الخروج من التطرف".
أكدت القاضية أن التهديدات المرتبطة بأبو ولاء تتفوق على اعتبارات لمّ الشمل العائلي، قائلة بوضوح: "على مصالح أطفاله السبعة أن تتراجع أمام مقتضيات الأمن القومي". ويُشار إلى أن "أبو ولاء" يملك سبعة أولاد من زوجتين تقيمان في ألمانيا.
ورغم صدور الحكم، لا يزال ترحيله الفعلي معلّقًا في انتظار تسوية قضيتين متعلقتين: الأولى تخص طلب اللجوء الجديد الذي قدّمه، والثانية ترتبط بعدم توفّر تعهّد دبلوماسي من العراق بعدم تنفيذ حكم الإعدام بحقه، وهو ما يمنع ألمانيا قانونًا من ترحيله في الوقت الراهن.
خلال الجلسة، رفض أبو ولاء الإدلاء بأي تصريحات حول نظرته إلى الماضي أو علاقته الحالية بأطفاله. أما محاميته، فقد طالبت بتعليق الإجراءات، لكن المحكمة رفضت طلبها.
"أبو ولاء"، المنحدر من العراق، دخل ألمانيا عام 2001 كطالب لجوء، وسرعان ما لمع اسمه إمامًا في مسجد "دائرة الإسلام الناطق بالألمانية" في مدينة هيلدسهايم، والذي تم حظره لاحقًا بسبب ارتباطه بأنشطة متشددة.
وقد حكم عليه القضاء الألماني في وقت سابق بالسجن لمدة عشر سنوات ونصف بعد إدانته بالانتماء إلى تنظيم داعش والتجنيد لصالحه، ومن المفترض أن ينهي محكوميته في أيار 2027.
ورغم إعلانه التخلي عن الفكر المتطرف، إلا أن القضاء الألماني لا يزال يعتبره عنصرًا خطرًا على الأمن العام، ويُشكك في صدق نواياه.