بين غياب الدولة وتراجع الوعود: طفل طرابلسي يواجه مصيره وحيداً

خاص مراسل نيوز

بين غياب الدولة وتراجع الوعود: طفل طرابلسي يواجه مصيره وحيداً

طرابلس – في بلد غارق بالانهيار، تحوّلت حياة طفل إلى ساحة مكشوفة بين وعود فارغة وصمت رسمي قاتل. الطفل الطرابلسي الذي دخل في حالة حرجة، لم يجد وزارة الصحة ولا رئيس الحكومة – وزير الصحة عند حاجته، فغاب الصوت وغابت المسؤولية.

وسط الصدمة، برز بصيص أمل مع إعلان الرئيس سعد الحريري تكفّله بنقل الطفل إلى الجامعة الأميركية في بيروت لتأمين العلاج. لكن سرعان ما تبدّد الأمل: الحريري تراجع عن التزامه، تاركاً العائلة تواجه مصيرها من جديد.

أي سقوط أخلاقي هذا؟
كيف يمكن أن تُترك حياة طفل رهينة لمزاج سياسي أو حسابات شخصية؟
من المسؤول عن أن تتحول صحة الناس إلى مادة للوعود والتراجع واللعب الإعلامي؟

اليوم لم يعد الأمر يتعلق بطفل واحد فقط. الحادثة باتت رمزاً لبلد كامل يعيش بلا دولة، بلا وزير صحة يسمع الاستغاثة، وبلا مسؤول يفي بكلمته.

طرابلس ليست بحاجة لخطابات جديدة ولا لمبادرات تُسحب في اللحظة الأخيرة. طرابلس تحتاج دولة تحمي أبناءها، لا زعماء يقدّمون الوعود أمام الكاميرات ثم يتراجعون خلف الكواليس.

فل تسقط هكذا دولة… إذا كان الطفل في لبنان لا يملك حقاً في العلاج إلا كسلعة تفاوض ووعود لا تُنفّذ.