فيصل كرامي… من ممول بـ«مخصّصات حزب الله» إلى بائع خطاب «حصرية السلاح»

بقلم هيئة التحرير مراسل نيوز

فيصل كرامي… من ممول بـ«مخصّصات حزب الله» إلى بائع خطاب «حصرية السلاح»

لم تكن زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى دارة آل كرامي في بقاعصفرين محطة بروتوكولية فحسب، بل مناسبة استغلّها النائب فيصل كرامي ليقدّم نفسه بوجه جديد: رجل الطائف وحصرية السلاح بيد الدولة. لكن طرابلس تعرف جيّدًا أن هذا الكلام لا يتعدى كونه كذبة سياسية مفضوحة.

 

فيصل كرامي الذي أعلن أمام المفتي تمسّكه بالطائف، كان قبل أشهر قليلة فقط أبرز من يبرّر هيمنة السلاح خارج الدولة. الرجل الذي تبنّى خط حزب الله وتحالف مع النظام السوري لعقود، يحاول اليوم قلب صفحته وكأن شيئًا لم يكن.

كيف يمكن أن يصدّق الطرابلسيون هذا التحوّل، وهو الذي عاش سنوات على مخصّصات شهرية ثابتة من حزب الله، وغضّ الطرف عن كل ما دمّر الدولة وشرّع الفوضى؟

 

قفزة ما بعد استشهاد نصرالله

 

الفضيحة الأكبر أنّ كرامي لم ينتظر حتى أسبوع ليعيد التموضع: بعد يوم واحد فقط من استشهاد السيد حسن نصرالله، انقلب خطابه بالكامل. بالأمس كان «ابن المحور الإيراني»، واليوم صار «ابن السعودية والاعتدال». هذه ليست مراجعة فكرية، بل قفزة انتهازية مكشوفة.

 

يروّج البعض أنّ الرياض تتبنّى فيصل كرامي، لكن الحقيقة أن المملكة تنتهج سياسة انفتاح متوازنة على الجميع، ولا تسمّي ولا تزكّي. ما يقوله كرامي عن «ضوء أخضر سعودي» هو كذبة جديدة في سجلّه: محاولة لتسويق نفسه على أنه مرشّح الاعتدال، فيما تاريخه يشهد أنه كان واجهة لمحور آخر حتى الأمس القريب.

 

طرابلس مدينة الذاكرة الطويلة. تعرف من خانها ومن ساوم على دمها ومن تحالف مع المحاور الأمنية. وأبناء المدينة يطرحون اليوم سؤالًا واحدًا: إذا خان فيصل كرامي حليفه الذي أغدق عليه الأموال لسنوات بعد يوم واحد فقط من استشهاده، فكيف يؤتمن على مدينته أو على مستقبل لبنان؟

 

زيارة المفتي لم تكن المشكلة. المشكلة في الكذب السياسي الذي يحاول فيصل كرامي تمريره. من رجل المخصّصات الشهرية لحزب الله إلى بائع خطاب «حصرية السلاح»، لم يتغيّر شيء: الانتهازية هي نفسها، والذاكرة الطرابلسية لا ترحم.