شعبة "المعلومات" تحقق انتصارات بالحرب على "المخدرات": من الإكوادور الى ألمانيا
لم تتوقف حرب القوى الأمنية على المخدرات، سواء تلك المخصصة للتهريب خارج لبنان، او للتهريب الى لبنان، فالأمر ليس مقتصراً على تهريب حبوب الكبتاغون الى الدول العربية، فهذه المسألة تخطت حدود لبنان مؤخراً بعد الحملة الأمنية الواسعة التي نفذت لضرب المصنعين والمهربين، وانتقال معظمهم الى العمل من داخل الاراضي السورية، ولكن ذلك لم يمنع قوى الأمن الداخلي من استكمال الحرب.
خلال الثلث الأول من شهر نيسان الجاري تمكنت شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي من تحقيق إنجازين كبيرين، الأول إحباط عملية تهريب كمية من حشيشة الكيف كانت مخبأة داخل شحنة من البنّ والشاي وعلب تحتوي مكوّنات لتحضير الحلويات الى إحدى الدول الأوروبية عبر مرفأ بيروت، والثاني إحباط قيام إحدى الشّبكات الدّوليّة بتهريب كميّة كبيرة من الكوكايين من دولة الإكوادور الى لبنان، عبر إخفائها في داخل شحنة من الموز.
بحسب مصادر أمنية فإن العصابة التي كانت تحاول تهريب حشيشة الكيف كانت تعتمد منطقة البقاع مكاناً للتعبئة والتغليف والتجهيز، فاستعملت أكياس بنّ لاسم تجاري شهير ومعروف في السوق، وبدأت إجراءات نقلها الى بيروت، فعلمت شعبة المعلومات بذلك وقامت بطريقة احترافية بمراقبة العملية ومعرفة مكان وجودها في منطقة مار مخايل في بيروت بالقرب من المرفأ، فقامت بالمداهمة في تلك النقطة وأحبطت، كاشفة أن العصابة كانت تنوي تهريب هذه الشحنة المكونة من 27 كيلوغراماً من حشيشية الكيف، الى ألمانيا في أوروبا.
لا تزال الشعبة تعمل على هذه القضية وملاحقة المتورطين بغية توقيفهم، تؤكد المصادر، مشيرة الى أن هذا الجهد لن يتوقف ولم يتوقف، فبعد ساعات قليلة تمكنت من تحقيق إنجاز آخر وهذه المرة كان منع دخول المخدرات الى لبنان.
تكشف المصادر أنه منذ فترة وصلت بعض المعلومات عن تحركات تنوي القيام بها إحدى العصابات الدولية العاملة في مجال تهريب المخدرات داخل الأراضي اللبنانية، وأنها تحضّر لعملية تهريب، فبدأت متابعة هذا الملف بدقة من قبل شعبة المعلومات، فتوصلت التحقيقات الى أن التنفيذ سيكون في نيسان، وتم التوصل الى الوقت المحدد للتنفيذ والطريقة أيضاً.
وتُشير المصادر الى أن الشعبة تحركت بناء على المعطيات لديها واحبطت إدخال 26 كيلوغراماً من "باز الكوكايين" كانت مخبأة داخل الحاوية التي تحمل موزاً من الإكوادور، فتم ضبط المواد وجاري العمل أيضاً على ملاحقة المتورطين لتوقيفهم.
كبيرة هذه العملية التي قامت بها الشعبة، فالكلفة التي خسرتها العصابات تتخطى ملايين الدولارات، وهي تؤكد أن لبنان ليس بلداً مستباحاً للتصدير واستيراد المخدرات، علماً ان المصادر تكشف أن بعض العصابات تحاول استغلال لبنان كبلد وسيط بين المصدر الذي تأتي منه المخدرات والبلدان التي تتوجه إليها، وهذا ما تنوي الأجهزة الأمنية مكافحته.
الى جانب هذه الإنجازات، ربما ينبغي على الأجهزة الأمنية أيضاً تكثيف العمل الأمني في الداخل اللبناني وفي بعض المناطق التي يكاد فيها الأمن يفقد السيطرة عليها، كالضاحية الجنوبية وطرابلس وغيرهما، فهل تكون الحملة الأمنية التي تحدث عنها وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال باسم المولوي حلاً يأتي بالفائدة بعد الأعياد أم تكون مشابهة لحملات أمنية سابقة كانت تشتد أمام الكاميرات وتخفت بعدها؟