أميركا تعرض على إسرائيل "مساعدة قيّمة" لتجنب غزو رفح

أميركا تعرض على إسرائيل "مساعدة قيّمة" لتجنب غزو رفح

قالت صحيفة "واشنطن بوست" مساء اليوم السبت نقلا عن مصادر قولها إن "الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل تقديم مساعدة قيّمة إذا تراجعت عن غزوها الواسع لرفح جنوبي قطاع غزة".

 

وأضافت أن "المساعدة الأميركية تضمنت تقديم معلومات استخبارية لتحديد موقع قادة حركة حماس والعثور على أنفاق مخفية، وكذلك بناء مدن خيام مجهزة للفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من رفح".

 

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن "واشنطن لديها مخاوف جدية بشأن نهج إسرائيل في حملتها العسكرية وقد يصل الأمر إلى ذروته في رفح".

 

المزيد من أوامر الإخلاء

وفي وقت سابق اليوم، أمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في المزيد من مناطق مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالإخلاء والتوجه إلى ما يطلق عليه المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي، في إشارة أخرى إلى أن الجيش يمضي قدما في خططه لشن هجوم بري على رفح.

وطلب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في منشور عبر منصة إكس من السكان والنازحين في جباليا بشمال غزة وفي 11 حيا في القطاع التوجه على الفور إلى ملاذات غربي مدينة غزة.

وكتب أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي في المنشور: "نداء إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور - توجهوا فورا إلى المآوي غرب مدينة غزة!".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 37 فلسطينيا على الأقل، 24 منهم من مناطق وسط قطاع غزة، قتلوا في غارات جوية خلال الليل في أماكن بأنحاء القطاع منها رفح.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت عشرات الأهداف في أنحاء القطاع خلال اليوم الماضي، مضيفا أن القوات البرية قضت على مقاتلين في الزيتون في الساعات القليلة الماضية.

وأفاد مسعفون بأن غارة جوية إسرائيلية قتلت سبعة أشخاص على الأقل في منزل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، جميعهم من عائلة واحدة.

وفي رفح قال سكان إن أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش شملت مناطق في وسط المدينة مما لا يدع مجالا للشك في أن إسرائيل تخطط لتوسيع هجومها البري هناك.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل العمليات ضد مقاتلي حماس في شرق رفح وعلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وعلى الرغم من زيادة الضغوط الأمريكية والقلق الشديد الذي عبر عنه السكان ومنظمات الإغاثة، قالت إسرائيل إنها ستمضي قدما في اجتياحها لرفح التي لاذ بها ما يربو على مليون نازح خلال الحرب التي دخلت شهرها الثامن.

وسيطرت دبابات اسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين الجانبين الشرقي والغربي لرفح أمس الجمعة وطوقت فعليا الجانب الشرقي في هجوم دفع واشنطن إلى إرجاء تسليم بعض المساعدات العسكرية لحليفتها.

وتقول إسرائيل إنها لن تستطيع تحقيق النصر في هذه الحرب دون القضاء على الآلاف من مقاتلي حركة "حماس" الذين تعتقد أنهم موجودون في رفح.

 

 

300 ألف إلى المواصي

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 300 ألف من سكان غزة توجهوا نحو المواصي حتى الآن.

وما زال المعبران الحيويان لإيصال المساعدات إلى غزة مغلقين اليوم. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن معبر رفح مغلق لليوم الخامس، في حين أن معبر كرم أبو سالم مغلق منذ أسبوع تقريبا.

وجاءت أحدث أوامر للإخلاء بعد ساعات من تعثر محادثات وقف إطلاق النار بوساطة دولية على ما يبدو إذ قالت "حماس" إن رفض إسرائيل لمقترح الهدنة الذي قبلته أعاد الأمور إلى المربع الأول.

وأشارت "حماس" أيضا إلى أنها تعيد النظر في سياستها التفاوضية. ولم توضح ما إذا كان ذلك يعني أنها ستشدد شروطها للتوصل إلى اتفاق، لكنها قالت إنها ستتشاور مع قيادات الفصائل الفلسطينية الأخرى المتحالفة معها.

وتقول إسرائيل إنها ترغب في التوصل لاتفاق يتم بموجبه إطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن محتجزين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، لكنها ليست مستعدة لإنهاء الهجوم العسكري.