ميقاتي رعى إطلاق فعاليات "طرابلس: التاريخ والتجدد": مدينة العلم والعيش الواحد حققت معنى وجودها كفضاء للتلاقي والتفاهم
أطلقت جامعة بيروت العربية وجمعية "العزم" فعاليات "طرابلس التاريخ والتجدد"، خلال حفل على مسرح الجامعة حرم طرابلس، برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، النواب: حيدر ناصر، طه ناجي، جهاد الصمد، أشرف ريفي وجميل عبود، النائب السابق علي درويش، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، المطران ادوار ضاهر، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، رئيس جامعة بيروت العربية وائل عبد السلام، نقباء: المهندسين شوقي فتفت، اطباء الاسنان، ناظم الحفار والاطباء محمد نديم صافي، القائم بأعمال بلديتي الميناء والقلمون ايمان الرافعي، الفنان وليد توفيق وشخصيات.
بداية، النشيد الوطني ونشيد الجامعة، فكلمة مسؤولة العلاقات العامة في جامعة بيروت العربية طرابلس شيرين قصاب، ثم قدم للخطباء نائب نقيب المحررين غسان ريفي.
عبد السلام
وقال رئيس جامعة بيروت العربية: "ان الجامعة تشترك اليوم بالتعاون مع جمعية العزم، في تدعيم الصورة الحضارية لطرابلس التي تتوج بلقب يعكس غناها الثقافي وتنوعها الحضري، وهي رمز للإصالة ومهد للعلماء والمفكرين وقصصها تروي تاريخا حافلا بالإنجازات".
أضاف: "إن إبراز تراث طرابلس الغني يشكل فرصة لنؤكد على دور الثقافة في الرؤية الحضرية".
وأشار الى دور جامعة بيروت العربية في طرابلس أكاديميا وثقافيا، مشددا على ان "التعليم هو الركيزة الاساسية في دعم المجتمع"، لافتا الى ان "طرابلس عاصمة للثقافة ليس تكريما للماضي بل دعوة للمستقبل بعين التفاؤل والوضوح."
المرتضى
بدوره، قال وزير الثقافة: "طرابلس تراث سيظل حيا لأنه مرتبط بنبض المدينة الذي يخفق في حنايا الزمان، خفقان الدم في الأوردة، والنسائم فوق الأغصان. ذلك أن التجوال فيها بين زاوية وأخرى ليس انتقالا مكانيا بمقدار ما هو تنقل بين العصور. إنها متحف يشهد على تآخي الأزمنة التي تركت في أنحاء الفيحاء القديمة والحديثة ما تركت من روائع العمران والعادات والمهن والفنون، وما حفرت في وجدان الناس من انتماء عميق الإيمان إلى قيم الحق والنضال من أجل الحرية والقضايا القومية والعدالة الاجتماعية. إنها مدينة تنتمي إلى اليوم، لأنها راسخة في الأمس، ولذلك يتجدد تاريخها على الدوام، منذ أن أقام في رحابها".
أضاف: "في هذه الجامعة العربية الحريصة جدا على تراث الفيحاء وعلى تطوير واقعها في مختلف الميادين، كما لمسنا لمس اليد من تواصلنا الدائم مع مديرها الصديق الدكتور هاني الشعراني، وبالتعاون والتنسيق مع جمعية العزم والسعادة التي تستمد عزمها وإرادتها من عنايتكم يا صاحب الدولة، يقام هذا الاحتفال شهادة على غنى طرابلس، وقد سميت أم الفقير، وعلى رحابة هويتها، وقد لقبت بالفيحاء، وعلى تجذر قيم الإيمان والوطنية في نفوس أهلها، وقد دعوا علماء".
وتابع: "احتفال في سياق نشاطات أخرى متنوعة أو متماثلة ذات أهداف ثقافية بالمعنى الواسع للكلمة، تستفيد منها المدينة وأبناؤها، لأن للثقافة دورا رائدا في توجيه مصائر الناس إلى كل ما هو حق وجمال وخير معنوي ومنفعة مادية. فالثقافة يمكنها أن تكون منتجا اقتصاديا، والتراث يمكنه أن يصير فرصة تنمية، كل ذلك بهمة الناس ولأجل الناس، وصدقا يا صاحب الدولة المس يوما بعد يوم همة وحيوية وقدرات والتزاما وطنيا لدى شباب هذه المدينة، لا سيما لجهة التمسك بالعيش الواحد، ما يجعلني ارسخ اكثر فأكثر على قناعة لا تتزعزع بأن من طرابلس، بمقدراتها وطاقات شبابها، سيكون خلاص لبنان واللبنانيين، لا سيما وحدويا واقتصاديا".
وختم: "الحراك الذي تشهده طرابلس هذه السنة ليس جديدا عليها. إنه استمرار لتاريخ يتجدد، وإن اتخذ في هذه الأيام وهجا أشد، بمناسبة إعلان الفيحاء عاصمة للثقافة العربية. تعرفون أننا بعد غد سنقيم الحفل الرئيسي لهذه الفعالية، لكننا نتطلع إلى استغلال كل الإمكانيات المتوافرة، وسط الظروف الداخلية والإقليمية التي نمر بها، من أجل أن تكون هذه المناسبة نافذة أمل عريضة لدى أبناء طرابلس، تشرع أمام عيونهم اليقين بأن مدينتهم التي كانت منذ عقود قليلة خلت، لؤلؤة لبنان والبحر الأبيض المتوسط، على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ستعود كما كانت وأبهى، لأنها تختزن من التاريخ أروعه، ومن الناس أكثرهم تشبثا بالحياة والقيم، ومن جمال التراث ما يجعلها متحفا حيا كما قلت، ومن المقدرات والإمكانيات ما يؤهلها لأن تعود مجددا درة المدائن ومكان التقاء الوطن بعضه ببعض واحتضان الجميع للجميع في مسيرة عيش واحد به يحيا لبنان. والسلام."
الرئيس ميقاتي
أما الرئيس ميقاتي فقال: "بفخر كبير يسعدني أن نلتقي اليوم لاطلاق فعاليات "طرابلس التاريخ والتجدد"، بالتعاون بين"جامعة بيروت العربية" الرائدة في العلم والثقافة والحضور المميز على امتداد لبنان، وطرابلس خصوصا، وبين "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" التي تحمل منذ سنوات طويلة هموم طرابلس وشجونها وإبداعاتها وتطلعاتها".
أضاف: "يحمل لقاؤنا اليوم عنوان "التاريخ والتجدد" في طرابلس، التي منذ آلاف السنين تداولت أرضها دول وعصور وحضارات، وتراكم فيها تاريخ قديم ووسيط وحديث، وتقلبت أحوالها بين احتلال وتحرير، وفقر ورخاء، وصراعات واستقرار، وتنمية وجمود، حتى أصبحت اليوم عاصمة للثقافة العربية، وهي في الأصل عاصمة العروبة وعاصمة الوسطية".
وتابع: "في كل أحوالها، كانت الفيحاء وما زالت مدينة العلم والسماحة والعيش الواحد، وحققت على مر العصور معنى وجودها الأصلي، كفضاء للتلاقي والتفاهم والتعاضد من أجل خدمة الإنسان والوطن. أهل طرابلس، بما فطروا عليه من إيمان سمح ووطنية صادقة، مصرون على تجديد تاريخهم باستمرار، وعلى التطلع الدائم إلى الغد المشرق، حتى ولو كانوا يعيشون في أقسى الظروف. وإذا كانت المدينة تشهد منذ عقود صعوبات شتى، فإن موقعها المميز والمقدرات التي تختزنها كفيلة لها بتجديد تاريخها ودفعها إلى استعادة دورها الوطني والاقتصادي والإنساني، لا على مستوى لبنان وحده، بل على مستوى العالم. وهذا بالطبع يستلزم الجمع بين اهتمام الدولة المركزية ونشاط المجتمع المحلي، لا سيما الرسمي منه، بما في ذلك هيئات المجتمع المدني كافة".
وختم: "جميل جدا ما رأيناه خارج هذه القاعة من مشهديات تنتمي إلى تراث الفيحاء الذي يشكل جزءا حيا من ذاكرتنا، إن من واجبنا أن نحافظ على هذا التراث وننقله إلى أجيالنا المقبلة، لأن التاريخ هو أساس المستقبل، ولأن الماضي والحاضر والآتي أزمنة يملأها الإنسان بأعماله وحضوره في ملء الزمان والمكان. وما التعاون بين جامعة بيروت العربية و"جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" في هذا الخصوص، إلا نقطة البداية من أجل تكاتف أوثق لخدمة مدينتنا الحبيبة".