إدلب: ترهيب رافع لافتة تطالب بالديموقراطية..."المصطلح فاسد"!
تعرض رجل سوري من مدينة الأتارب في شمال غربي سوريا، لحملة ترهيب عبر الإنترنت بعدما رفع لافتة في التظاهرة التي شهدتها المدينة ضد حكم "هيئة تحرير الشام" الجهادية، الجمعة، طالب فيها بالديموقراطية.
وانتشرت صورة لرجل يدعي محمد أحمد عرابي، يحمل لافتة وضع عليها إشارات "إكس" حمراء جانب كلمات "دولة علوية، دولة سنية، دولة كردية"، مع إشارة "صح" خضراء أمام عبارة "دولة ديموقراطية"، قبل أن يعتذر عن رفع اللافتة بسبب التهديدات التي وصلته من متشددين إسلاميين.وذكر ناشطون سوريون أن عرابي تلقى موجة من التهديدات دفعته للاعتذار، فيما نشر شخص يدعى محمد بيرقدار الذي يعرف عن نفسه في "فايسبوك" بعبارة "مسلم سني"، ويبدو أنه من عناصر "هيئة تحرير الشام" التي فكت ارتباطها بتنظيم "القاعدة" شكلياً قبل سنوات، صوراً لمحادثة أجراها مع عرابي من باب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يظهر فيها التهديد: "نصيحتي لك ألا ترفع مرة أخرى إلا شعاراً مرضياً مباحاً وألا تستخدم أي مصطلح يحمل معنى فاسداً".وكتب أحد المعلقين في "إكس" عن الصورة: "هذا يمثل نموذجاً للأدمغة السنية التي غسلها البعث ثم لونها المستغربون دعاة العلمانية والليبرالية والملوخية والمهلبية"، حسب تعبيره، بشكل يذكر بعشرات الحالات المماثلة عبر السنين في سوريا التي شهدت ثورة ضد حكم نظام الأسد العام 2011 تحولت بسرعة إلى حرب أهلية استقطبت الجهاديين والمتطرفين من كافة أنحاء الكوكب.وطوال السنوات الماضية نشر تنظيم "داعش" و"هيئة تحرير الشام" وغيرها من الفصائل الإسلامية، في مناطق نفوذها، لافتات قالت أن "الديموقراطية كفر" و"الديموقراطية طريق التخلف" وغيرها، ومازال بعضها موجوداً في الشوارع في إدلب.
أتى ذلك فيما شهدت مناطق مختلفة من محافظة إدلب، مظاهرات ضد "هيئة تحرير الشام" للتأكيد على مطالب الحراك الشعبي المستمر ضدها منذ أكثر من 4 أشهر، فيما قام جهاز "الأمن العام" التابع للهيئة باعتقال عدد من المتظاهرين في مخيمات مدينة إدلب.
والحال أن قائد الهيئة أبو محمد الجولاني، وأمثاله من الجهاديين في سوريا، لم يروا يوماً في البلاد ثورة من أجل الديموقراطية كما هي عليه، بل ينظرون للبلاد كساحة للجهاد الإسلامي من أجل إعلاء كلمة الأمة الإسلامية وإحلال الخلافة المنتظرة والقضاء على الكفر، وغيرها من المصطلحات الدينية التي تتكرر في خطاباتهم وخطابات أنصارهم.