اختتام برنامج تشغيل ومحاكاة أنظمة المفاعلات النووية في الرياض
بينما تطور السعودية استخداماتها السلمية للطاقة النووية في مختلف المجالات بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك مشروع المملكة الوطني للطاقة النووية، الذي يتضمن إنشاء أول محطة نووية في البلاد، اختتمت أخيراً مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة البرنامج التدريبي العملي الأول من نوعه في تشغيل ومحاكاة أنظمة المفاعلات النووية بالاستفادة من مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة والمجهز لأغراض التعليم والتدريب، بتنظيم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وبتعاون مشترك مع شركة إنفاب الأرجنتينية، في الفترة من 26 أيار إلى 6 تموز 2024.وجاء البرنامج في إطار اهتمام المدينة في تأهيل الكفاءات البشرية، وتقديم المعرفة اللازمة للمشاركين في البرنامج بالموضوعات ذات الصلة بتشغيل، ومحاكاة المفاعلات النووية، عبر التعرف على أنظمتها، وتنفيذ الإجراءات التشغيلية للمفاعلات النووية، والتحقق من إجراءات الأمن والسلامة النووية، باستخدام أنظمة المحاكاة التقديمية.
واستثمر البرنامج التدريبي الأول من نوعه، أنظمة المحاكاة المتقدمة المخصصة لتدريب وتأهيل مشغلي المفاعلات النووية في مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة (LPRR) الذي يجري بناؤه بمقر كاكست.، ويأتي تنظيم البرنامج التدريبي النوعي ضمن الجهود الرامية نحو بناء القُدرات المُستقبلية والاستثمار في الطاقات والمواهب في قطاع البحث والتطوير والابتكار؛ التي تعكس التطلعات الوطنية للقطاع.
وشارك في البرنامج أكثر من 30 متدربًا من المتخصصين في مجالات العلوم والهندسة، يمثلون 9 جهات حكومية، وتناول البرنامج عددًا من الموضوعات التي تتعلق بأنظمة المفاعلات النووية والأنظمة الفرعية، ونموذج بناء برنامج محاكاة عمل المفاعلات النووية، والإجراءات التشغيلية لمفاعل الأبحاث منخفض الطاقة، بالإضافة إلى التدريب العملي للإجراءات التشغيلية.وقبل ذلك، استضافت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ورشة عمل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، بعنوان “إدارة المعرفة النووية المستوى الأول – التوعية والإرشاد”، وبحضور من ممثلي وزارة الطاقة وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وامتدت الورشة لثلاثة أيام من اليوم الإثنين الموافق 3 تموز 2024 إلى يوم الأربعاء 5 يونيو 2024.
هدفت الورشة إلى تعزيز التوعية والإرشاد في مجال إدارة المعرفة النووية، من خلال التركيز على تطوير سياسة واستراتيجية إدارة المعرفة، والنهج الفعّال لإدارة المعرفة ونقل وحفظ المعرفة، بالإضافة لتقييم مخاطر فقدان المعرفة وإدارة المعرفة في المجالات ذات الصلة.
ويأتي توجه المملكة نحو الطاقة النووية ضمن اهتمام أوسع في منطقة الشرق الأوسط للاستعانة بالمفاعلات النووية في تنويع مصادر الطاقة، إذ ترغب السعودية عبر “رؤية 2030” إنشاء مفاعل الأبحاث النووي، الذي يهدف إلى نقل تقنية بناء وتشغيل المفاعلات النووية، وتطوير الكوادر الوطنية في المجالات النووية، ودعم البحث والتطوير في العلوم المتعلقة بها، وتأهيل الشركات الوطنية لتصنيع بعض أجزاء المفاعل.