هل تتّجه إسرائيل نحو حرب أهلية؟
أكد موقع «كاونتر بانش» الأميركي، أن «مخاطر اندلاع حرب أهلية باتت تتهدد الدولة العبرية»، مشيراً إلى أن «أسبابها أعمق من أن ترتبط بالحرب على غزة أو الصراع مع حزب الله»، في وقت ناشد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، غالبية الإسرائيليين ألا ينجرفوا وراء «الأقلية الصاخبة التي تحاول جر إسرائيل بالقوة إلى حروب داخلية».
وقال سموتريتش إن «الأقلية أرادت حرق كل شيء قبل الحرب ولا تسيطر على نفسها عندما يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي في غزة والحدود الشمالية».
ودعا، إلى «تجاهل هذه الأقلية المتطرفة حتى لو حاولت وسائل الإعلام تضخيمها وجعلها حدثاً بارزاً».
مخاطر حرب أهلية
وفي واشنطن، أوضح «كاونتر بانش» في تقرير، أن استقالة عدد من قادة إسرائيل، مثل وزيري الحرب بيني غانتس وغادي أيزنكوت، كشفت عن انقسامات عميقة، رغم حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التأكيد أن «حرباً أهلية لن ترى النور أبداً».
وتابع التقرير أن «الانقسام الداخلي لا يُمكن النظر إليه مثل الاستقطابات الجارية في الديموقراطيات الغربية، ليس فقط لأن إسرائيل ليست دولة ديموقراطية في جوهرها، لكن لأن تكوينها السياسي فريد من نوعه».
صراع عميق
وتابع أن «مصطلحي اليمين واليمين المتطرف قد يُعطيان انطباعاً بأن الصراع السياسي، هو صراع أيديولوجي بالأساس، لكن الواقع يؤكد أن أسباب الصراع أعمق بكثير، وترتبط برغبة اليمين الجديد (نتنياهو وحلفاؤه) في إعادة تشكيل الطبيعة السياسية لإسرائيل».
وأوضح التقرير أن خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين منذ يناير 2023 في تظاهرات حاشدة بدعم من النخب الليبرالية، كان هدفها منع نتنياهو من إحداث تغييرات جذرية تمس موازين القوى السياسية التي حكمت منذ تاريخ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وتابع ان الأمر يتعلّق بعلاقة السلطة السياسية بالجيش، ويرى أن الموضوع طفا على السطح عندما هاجم نتنياهو بوضوح الجنرالات قائلاً «إسرائيل دولة لها جيش وليست جيشاً له دولة».
الجيش والحرب
وأكد التقرير أن الحقيقة واضحة وهي أن إسرائيل تأسست واستمرت من خلال الحرب، وهذا يفسر مكانة الجيش الخاصة في المجتمع الإسرائيلي، إذ يتمتع بامتيازات مهمة عندما يتعلق الأمر بصناعة القرار السياسي، ولا أدل على ذلك من وصول كبار قادة الجيش إلى أهم منصب للسلطة، بما في ذلك ديفيد بن غوريون، وأرييل شارون، وإيهود باراك.
وهنا تكمُن المشكلة الحقيقية، وفق التقرير، إذ إن نتنياهو مع بدئه إعادة هيكلة المؤسسات السياسية سعياً لتهميش الجيش وتجريده من قوته السياسية، أخل بالركيزة الأساسية للتوازن السياسي المستمر منذ 1948.
وذكّر بالصراع المسلح الذي نشب بين جيش بن غوريون الذي كانت تهيمن عليه منظمة «الهاغاناه»، وبين قيادات مليشيات مسلحة، عندما قصف الجيش السفينة «ألتالينا» التي كانت تحمل أسلحة إلى «الأرغون»، و«قتل واعتقل العديد من عناصر تلك الميليشيا».