أزمة إنسانية غير مسبوقة... إسرائيل تدك وسط قطاع غزة وتدفع بدبابات لشمال رفح
قصفت القوات الإسرائيلية مناطق في وسط قطاع غزة اليوم الأربعاء كما نفذت دبابات إسرائيلية توغلا محدودا داخل رفح جنوب القطاع، فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن حصيلة الحرب بين إسرائيل و"حماس" التي دخلت شهرها العاشر، ارتفعت إلى 38,794 قتيلاً على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "81 شهيدًا ... خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الأربعاء. وأشارت إلى أن إجمالي عدد الجرحى "بلغ 89,364 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن القصف على وسط القطاع تسبب في مقتل تسعة فلسطينيين على الأقل حتى الآن.
وأضافوا أن ضربة جوية إسرائيلية وقعت في منتصف الليل تقريبا على منزل في الزوايدة في وسط القطاع قتلت ثمانية. وأودت ضربة أخرى بحياة رجل في مخيم النصيرات وهو موقع شهد مقتل 23 في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة قبل يوم.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية قصفت المناطق الشرقية من مخيمي البريج والمغازي في وسط القطاع. كما ذكر سكان أن ضربة جوية دمرت مسجدا.
وفي رفح، نفذت دبابات مداهمة في شمال المدينة قبل أن تنسحب وهو أسلوب انتهجته القوات الإسرائيلية في مناطق أخرى قبل أن تشن عمليات توغل أعمق. وتنفذ دبابات عمليات في أغلب مناطق المدينة منذ أيار (مايو) لكنها لم تتوغل بعمق في الأحياء الشمالية بعد.
وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية قتلت شخصين في رفح اليوم الأربعاء، كما قال سكان إن القوات فجرت عشرات المنازل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات "تواصل أنشطة عملياتية دقيقة ومبنية على معلومات مخابرات في منطقة رفح". وأضاف أن القوات قضت على ما وصفها بأنها "خلية إرهابية" ومنصة إطلاق استخدمت لاستهداف قواته.
وتابع الجيش الإسرائيلي قائلا إن ضربات جوية استهدفت 25 موقعا في قطاع غزة في اليوم المنصرم وإن القوات تواصل عملياتها في وسط القطاع بما يشمل تفكيك منشآت استخدمت لمراقبة الجنود.
ورغم مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب، احتفظ مقاتلون فلسطينيون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالقدرة على شن هجمات على القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون، كما يطلقون من حين لآخر وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس وتشير في إحصاءاتها إلى أن الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) تسبب في مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال الجيش أمس الثلاثاء إنه تمكن من القضاء على نصف قيادات الجناح المسلح لحماس مع مقتل أو اعتقال نحو 14 ألف مقاتل منذ بداية الحرب.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع أودت حتى الآن بحياة أكثر من 38 ألف فلسطيني. وأعلنت إسرائيل عن مقتل 326 جنديا في معارك في قطاع غزة.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
من جهتها، قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بغزة إن القطاع دخل أزمة إنسانية غير مسبوقة
وأفادت الهيئة بأن المعاناة تتفاقم بعد اجتياح اسرائيل رفح والسيطرة على المعبر. وقالت: "إغلاق معبر رفح حرم سكان القطاع من شريان الحياة الأساسي... الجرحى ينتظرون بصيص أمل للخروج للعلاج في ظل الوضع المتردي للمستشفيات".
وأضافت أنّ "المجاعة بدأت تأخذ منحى أخطر مما كانت عليه، والأطفال يعانون من سوء التغذية".
وناشدت الجهات الدولية التحرك العاجل لوقف العدوان وفتح المعابر لخروج المرضى، لافتة إلى أن أكثر من 20 ألف مريض وجريح محرومون من حقهم في العلاج بسبب إغلاق المعبر.
أزمة مياه واستهداف لمدارس
إلى ذلك، قالت بلدية غزة: "أزمة المياه في المدينة ستستمر بسبب توقف خط مياه ميكروت الذي يغذي المدينة من الداخل منذ نحو أسبوعين"، ودعت "الجهات المعنية كافة للتدخل العاجل من أجل إيجاد حلول جذرية لأزمة المياه في مدينة غزة".
من جهة ثانية، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن 8 مدارس على الأقل تم استهدافها في غزة خلال الأيام العشرة الأخيرة، 6 منها تابعة للوكالة.
حماس تنفي ارتكاب جرائم حرب
يبدو أن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الوسطاء المصريون والقطريون بدعم من الولايات المتحدة لوقف الأعمال القتالية معلقة، لكن مسؤولين من جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل وحماس اللتان تبادلتا الاتهامات بالتسبب في الجمود الحالي، قالوا إنهم منفتحون على إجراء المزيد من المحادثات.
وسيهدف أي اتفاق يتم إبرامه إلى إنهاء الحرب وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن العديد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن إسرائيل أطلقت اليوم الأربعاء سراح 13 فلسطينيا كانت قد اعتقلتهم في هجومها العسكري على غزة ونقلوا إلى مستشفى في وسط القطاع لتلقي العلاج.
واتهم العديد من بين مئات الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم في الأشهر الماضية القوات الإسرائيلية بسوء المعاملة والتعذيب.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن نحو 20 فلسطينيا لقوا حتفهم في السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم من غزة. وتنفي إسرائيل الاتهامات بالتعذيب.
على الجانب لآخر، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشرته اليوم الأربعاء إن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأربعة فصائل فلسطينية مسلحة أخرى على الأقل "ارتكبت العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023".
ووفقا لنتائج المنظمة، شمل هذا "هجمات متعمدة وعشوائية على المدنيين والأهداف المدنية، والقتل العمد لأشخاص محتجزين، والمعاملة القاسية وغيرها من سبل المعاملة اللا إنسانية؛ والعنف الجنسي والقائم على النوع، واحتجاز رهائن، وسرقة جثث والتمثيل بها، واستخدام دروع بشرية، والسرقة والنهب".
وردا على تقرير المنظمة، عبرت حماس عن رفضها "ما تضمنه تقرير هيومن رايتس ووتش من أكاذيب وانحياز فاضح للاحتلال، وافتقاد للمهنية والمصداقية"، وطالبت المنظمة بسحب التقرير والاعتذار عنه.
وقالت حماس في بيان: "تبنى تقرير هيومان رايتس ووتش الرواية الإسرائيلية كلها وابتعد عن أسلوب البحث العلمي والموقف القانوني المحايد، فصار أشبه بوثيقة دعائية إسرائيلية