النفط يستقر بعد زيادة مفاجئة في مخزونات البنزين الأمريكية
لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط عند التسوية اليوم الأربعاء وسط زيادة كبيرة ومفاجئة في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة ومخاوف بشأن خفض سعر الفائدة الأمريكية العام المقبل، لكن الأسعار تلقت بعض الدعم من تراجع المخاوف بشأن الإمدادات بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سنتين إلى 72.83 دولار للبرميل عند التسوية، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 68.72 دولار.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة ارتفعت 3.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر تشرين الثاني إلى 212.2 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بانخفاض قدره 46 ألف برميل.
وأضافت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام انخفضت 1.8 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لانخفاض قدره 605 آلاف برميل.
كانت مصادر بالسوق قد قالت أمس الثلاثاء نقلا عن معهد البترول الأمريكي إن مخزونات النفط انخفضت 5.94 مليون برميل وارتفعت مخزونات الوقود الأسبوع الماضي.
وقال مات سميث المحلل لدى كبلر “من المدهش أن نرى مخزونات البنزين تتزايد بهذا القدر مما يشير إلى أن لطلب لا يتزحزح حقا من أسبوع إلى آخر في ضوء توقعات بارتفاع قياسي في السفر في عيد الشكر هذا العام”.
وانخفضت أسعار النفط أيضا بعد بيانات أمريكية تظهر أن التقدم في خفض التضخم قد توقف فيما يبدو في الأشهر القليلة الماضية، وهو ما قد يضيق نطاق خفض تكاليف الاقتراض أمام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في 2025.
وأظهرت أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي أن المتعاملين زادوا رهاناتهم على تيسير البنك المركزي الأمريكي سياسته النقدية 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 17 و18 ديسمبر كانون الأول. لكنهم يتوقعون أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيترك أسعار الفائدة بلا تغيير خلال اجتماعيه في يناير كانون الثاني ومارس آذار.
وسيبقي خفض الفائدة الأبطأ من المتوقع تكاليف الاقتراض مرتفعة، وهو ما قد يبطئ النشاط الاقتصادي ويثبط حجم الطلب على النفط.
وانخفض الخامان القياسيان عند التسوية أمس الثلاثاء بعد أن وافقت إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا ودخل حيز التنفيذ اليوم.
وقال دينيس كيسلر نائب رئيس التداول لدى بي.أو.كيه فاينانشال “سيكون السؤال الحقيقي هو ما المدة التي سيتم خلالها الالتزام (بوقف إطلاق النار)”.
وتلقت أسعار النفط دعما بعدما قالت مصادر في تحالف أوبك+ ،الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء على رأسهم روسيا، إن دول المجموعة تناقش تأجيلا إضافيا لزيادة في إنتاج النفط كان من المقرر أن تبدأ في يناير كانون الثاني.
وتضخ المجموعة نحو نصف النفط العالمي وكانت تخطط للتراجع تدريجيا عن تخفيضات إنتاج النفط على مدى عدة أشهر في عامي 2024 و2025، لكن تباطؤ الطلب العالمي وارتفاع الإنتاج خارج أوبك+ قوض هذه الخطة. وستتخذ المجموعة القرار بهذا الشأن في الاجتماع المقرر في أول ديسمبر كانون الأول.
وقال رئيسا أبحاث السلع الأولية في جولدمان ساكس ومورجان ستانلي إن أسعار النفط مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية بسبب العجز في السوق ومخاطر تحيط بإمدادات إيران نتيجة العقوبات المحتملة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
قالت مصادر لرويترز أمس أن النفط الخام لن يُعفى من رسوم جمركية تبلغ 25 بالمئة هدد ترامب بفرضها على جميع المنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا.
وحذر محللون ومتعاملون في قطاع النفط من أن التحرك سيرفع أسعار النفط على الأرجح بالنسبة لشركات التكرير الأمريكية وسيقلل هوامش الربح وسيرفع تكاليف الوقود.