بوتين يشكك في أمن ترامب
تصريحات مثيرة للجدل، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تنتهي ولايته خلال أسابيع، معتبراً أن سياساتها “تضع العراقيل” أمام تحسن العلاقة بين روسيا والرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب. وقد جاءت هذه التصريحات في وقت حساس، حيث كان بوتين يتحدث للصحفيين بعد مشاركته في قمة دولية في كازاخستان.
أشار بوتين إلى أن الإدارة الحالية للولايات المتحدة تحت قيادة بايدن قامت بتخريب العلاقات الروسية الأمريكية في وقت كان فيه الرئيس المنتخب، ترامب، يسعى إلى بناء علاقات أكثر تعاونًا مع موسكو. وتابع الرئيس الروسي قائلاً: “التوترات بين البلدين ازدادت في الفترة الأخيرة، وهذا يعوق أي فرص للتحسين في المستقبل القريب.”
في سياق آخر، أبدى بوتين قلقه بشأن الأوضاع الأمنية المحيطة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد تقارير عن تعرضه لمحاولات اغتيال. تساءل بوتين عن الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية ترامب، قائلاً: “هل ترامب آمن في ظل هذه التهديدات؟” وأضاف أن محاولات الاغتيال التي تعرض لها ترامب خلال فترة حكمه قد تكون قد أثرت على وضعه الأمني بشكل كبير. وأضاف بوتين: “من المؤسف أن نرى ما حدث لترامب، وخاصة في ظل محاولات اغتياله، والتي أعتقد أنها قد تؤثر على حياته الشخصية ومكانته السياسية.”
أعرب بوتين عن استيائه من الحملة الإعلامية الشديدة التي تعرضت لها عائلة ترامب وأبناؤه من قبل معارضيه السياسيين، خاصة أثناء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال بوتين: “لقد شعرت بالصدمة من الطريقة التي تم توجيه الانتقادات فيها ضد أفراد عائلة ترامب. من غير المقبول أن يتم تشويه سمعة الأشخاص بهذه الطريقة، خاصة إذا كان هدفهم فقط الدفاع عن موقف سياسي.”
رغم هذه الانتقادات الحادة، أكد الرئيس الروسي أن موسكو “مستعدة لإجراء حوار” مع الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة ترامب، مشيراً إلى رغبة روسيا في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات بما في ذلك الأمن الدولي والاقتصاد. وأضاف: “نحن على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات مع إدارة ترامب، ولا نرغب في مزيد من التصعيد.”
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة توترات كبيرة، حيث كانت إدارة بايدن قد فرضت العديد من العقوبات على روسيا بسبب تدخلها في الانتخابات الأمريكية وغيرها من القضايا السياسية. من المتوقع أن تظل هذه التوترات قائمة في فترة ما بعد الانتخابات، في حين يبقى السؤال مطروحاً حول كيفية تعامل ترامب مع هذه الملفات حال توليه المنصب مجددًا.
تبقى العلاقة بين موسكو وواشنطن محورًا رئيسيًا في السياسة الدولية، حيث يتابع المجتمع الدولي عن كثب أي تحركات قد تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي في ظل التغيرات السياسية في كل من الولايات المتحدة وروسيا.