«إنستغرام» تكثف جهودها لإغواء المستخدمين وصناع المحتوى على «تيك توك»

«إنستغرام» تكثف جهودها لإغواء المستخدمين وصناع المحتوى على «تيك توك»

أطلقت «إنستغرام» التابعة لمجموعة «ميتا» (فيسبوك، واتساب) العديد من الميزات والاستراتيجيات الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية لمحاولة جذب صانعي المحتوى ومستخدمي «تيك توك» الذين قد يُحرمون من هذا التطبيق في الولايات المتحدة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وعلقت المحللة في شركة «إي ماركتر» جاسمين إينبرغ «تحاول (ميتا) الاستفادة من حالة عدم اليقين المحيطة بـ(تيك توك) منذ أشهر، وقد انتقلت جهودها لجذب صانعي المحتوى على (تيك توك) من الخفاء إلى العلن».

بعد الإعلان رسمياً عن إطالة مدة مقاطع الفيديو المسموح بنشرها وإدخال أداة تحرير جديدة، بدأت «ميتا» أخيراً، ومن دون ضوضاء كبيرة، اعتماد نظام لدفع أموال صناع المحتوى الذين يبنون جمهوراً كبيراً على «تيك توك»، مع مكافآت بآلاف الدولارات، بحسب تقرير نشره موقع «ذي إنفورميشن» The Information الأربعاء.

وقال الموقع المتخصص في أخبار التكنولوجيا نقلاً عن مصدر مجهول «اتصل ممثلو شركة (ميتا) بصناع المحتوى، وعرضوا عليهم مبالغ تتراوح بين 10 و50 ألف دولار شهرياً (...) لنشر مقاطع الفيديو الخاصة بهم حصرياً على (إنستغرام) قبل طرحها على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى».

ورداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، لم يؤكد ناطق باسم «ميتا» هذه المعلومات، لكنه تطرق ببساطة إلى البرنامج الرسمي الذي أطلقته المجموعة الأميركية العملاقة هذا الشهر «لمساعدة صناع المحتوى على (تيك توك) المؤهلين لتسريع نموهم على تطبيقاتنا».

وبالإضافة إلى الوصول إلى برنامج المكافآت المالية مقابل المحتوى، يمكن لهؤلاء كسب «ما يصل إلى 5000 دولار على مدى ثلاثة أشهر لنشر مقاطع الفيديو الخاصة بهم على (فيسبوك) و(إنستغرام)».

يبدو مستقبل «تيك توك» في الولايات المتحدة مجهولاً. فقد أقر الكونغرس الأميركي قانوناً يأمر شركة «بايت دانس» الصينية المالكة للمنصة ببيعها لشركة أميركية أو تقع تحت طائلة الحظر في الولايات المتحدة، باسم حماية الأمن القومي الأميركي.

خطوات «غير كافية»

كان الموعد النهائي لهذه الغاية الأحد، وقد ظل التطبيق معطلاً لساعات، لكن دونالد ترمب، الذي تولى الرئاسة مجدداً الاثنين، منحه 75 يوماً إضافية.

أعلن رئيس «إنستغرام» آدم موسيري السبت أن الـ«ريلز» Reels - وهو نسق مستنسخ من «تيك توك» يقوم على مقاطع فيديو قصيرة وترفيهية يمكن مشاهدتها واحداً تلو الآخر عبر تمرير الإصبع على الجهاز الجوال، من الممكن أن تمتد لثلاث دقائق، بدلاً من 90 ثانية، وهو الحد الذي حُدّد سابقاً منذ أكثر من عامين.

وكشف رئيس شركة «ميتا» مارك زاكربرغ بالفعل خطوات كثيرة في هذا الاتجاه. فمنذ فوز دونالد ترمب، تناول الملياردير الشاب العشاء معه، وعيّن العديد من حلفائه في مناصب رئيسة، وأنهى برامج تعرضت لانتقادات شديدة من المحافظين، ترتبط خصوصاً بمكافحة المعلومات المضللة ودعم التنوع والإشراف على المحتوى.

في حين كان يُنظر إلى «إنستغرام» باعتبارها البديل الأكثر ترجيحاً لـ«تيك توك»، اختار الكثير من المستخدمين الأميركيين الاعتماد على «شياو هونغشو الكتاب الأحمر الصغير»، المعروف بـ«ريد نوت»، وهو تطبيق صيني آخر.

ورغم أنه مطور بالكامل باللغة الصينية، فقد رأى مؤثرون فيه وسيلة لإبداء الاستخفاف بقرارات المسؤولين الأميركيين وبمجموعة «ميتا».

لكن إينبرغ أشارت إلى أن «صناع المحتوى على (تيك توك) سيجدون صعوبة في مقاومة فرصة الحصول على مكافأة نقدية كبيرة، بغض النظر عن رأيهم في (ميتا)».

وأضافت أنه بالنسبة للمستخدمين، «فإنهم سيذهبون إلى حيث يوجد صناع المحتوى المفضلون لديهم، ولا طريقة أفضل لضمان ذهاب صانعي المحتوى إلى (إنستغرام) من تقديم المال لهم».

وسوف توصي «إنستغرام» أيضاً بمقاطع «ريلز» للمستخدمين بناء على تفاعل أصدقاء لهم على المنصة عن طريق الإعجابات أو التعليقات.

وقد أزيلت ميزة مماثلة في عام 2019 لأنها كانت تُعتبر تدخلية على نطاق واسع. ولا يرغب الكثير من المستخدمين بالضرورة في أن يرى الآخرون على جهات الاتصال الخاصة بهم المحتوى الذي «أعجبهم».