طبيب الوطن الذي يداوي جروح الطائفية : " فارس سعيد "بشعار الدستور أولاً
خاص مراسل نيوز
بينما يموج لبنان في دوامة أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تتصاعد المبادرات الوطنية التي تسعى إلى تقديم رؤية بديلة تتجاوز الاصطفافات الطائفية والمصالح الحزبية. واحدة من هذه المبادرات يقودها الدكتور فارس سعيد، الذي استبدل مقعد الطبيب بميدان السياسة، واضعًا نصب عينيه إعادة صياغة مفهوم الدولة في لبنان، منطلقًا من شعار بسيط ولكنه شديد العمق: "الدستور أولاً".
فارس سعيد... الطبيب الذي داوى الجروح السياسية
الدكتور فارس سعيد، الطبيب الذي عرفته الصروح الطبية، لم يتخلَ عن مهنته وحسب، بل حمل معه قيمها الإنسانية إلى معترك السياسة، مؤمنًا بأن الجرح اللبناني بحاجة إلى شفاء شامل يتجاوز العلاج الموضعي. سعيد، الذي خبر التحديات الطائفية والانقسامات الحزبية عن كثب، يُعيد اليوم صياغة مشروع وطني يهدف إلى تحقيق المصالحة مع دستور الطائف، مستندًا إلى إرادة شعبية عابرة للطوائف، تُعيد بناء الدولة على أسس المواطنة الحقيقية.
مشروع "الدستور أولاً"... تيار عابر للطوائف
مبادرة سعيد تتميز بجرأتها، إذ تسعى إلى خلق تيار سياسي جديد يتحدى المنظومة التقليدية، ويجمع اللبنانيين حول قواسم مشتركة تتركز على احترام الدستور. يرى سعيد أن الحلول لا يمكن أن تكون مجتزأة أو مبنية على صفقات آنية، بل يجب أن تنطلق من إعادة الاعتبار لمبدأ الدستور كمرجعية أولى وأخيرة لإدارة الشأن العام.
وفي زمن يتصارع فيه السياسيون على تقاسم الحصص، جاء سعيد ليقول بصوت عالٍ: "لبنان وطن لا طائفة، ودولة لا إمارات". وهذا ما يُعطي مشروعه أبعادًا تتجاوز الواقع الحالي، موجهًا رسالة قوية إلى الداخل والخارج: لبنان بحاجة إلى رؤية جديدة، قادرة على تفكيك الأزمات وإعادة بناء الثقة بالدولة.
لا شك أن مشروع فارس سعيد يواجه تحديات هائلة، تبدأ من منظومة سياسية متجذرة، لا تزال أسيرة الطائفية والمحاصصة، مرورًا بجماعات الضغط التي تخشى خسارة امتيازاتها، وصولاً إلى واقع شعبي منهك من الأزمات. لكن سعيد يراهن على وعي اللبنانيين وقدرتهم على التغيير، خصوصًا الجيل الشاب الذي يبحث عن مستقبل يتجاوز القيود الطائفية.
المعركة التي يخوضها فارس سعيد ليست مجرد معركة سياسية، بل هي معركة لإعادة تعريف مفهوم الوطن والمواطنة في لبنان. هل سينجح سعيد في تجاوز العقبات وصناعة تيار جديد قادر على قلب موازين اللعبة السياسية؟ الجواب يبقى رهين الأيام القادمة، ولكنه يُبقي الأمل مشتعلاً في قلوب اللبنانيين الباحثين عن وطن لا طائفة، وعن دستور لا يميز بين مواطن وآخر.
في الختام، فارس سعيد ليس مجرد طبيب علق مهنته ليخوض غمار السياسة، بل هو جسر يربط بين ماضٍ يبحث عن خلاص ومستقبل يحتاج إلى بناء. وفي زمن الأزمات، يبرز مشروعه كشعلة أمل تُضيء طريق لبنان نحو غد أفضل.