لبنان الرسمي يتحرّك بعد إقفال طريق مطار بيروت: الاعتداء على "اليونيفيل" جريمة وتحقيقات أمنية

تحرّك لبنان الرسمي اليوم السبت بعد حادثة الاعتداء على قوات "اليونيفيل"، مساء أمس الجمعة، على طريق مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، فباشرت القوى الأمنية تحقيقاتها مع 26 موقوفاً بأعمال شغب وتعدّيات على الممتلكات العامة.
سياسيّاً، اجتمع رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام مع وزير الداخلية أحمج الحجار قبيل توجّه الأخير إلى وزارة الداخلية والبلديات لترؤس اجتماع مجلس الأمن المركزي.
وأعطى سلام "توجيهاته بعدم التساهل بأي شكل من الأشكال في مسألة حفظ الأمن على كافّة الأراضي اللبنانية، لا سيّما في تأمين حسن سير المرافق العامة، بما فيه أمن وسلامة المسافرين من مطار رفيق الحريري الدولي، ومنع أي اعتداء على الأملاك العامة والخاصة لا سيّما محاولة إغلاق الطرقات".
كما أوصى رئيس الحكومة بتوقيف المعتدين وإحالتهم فوراً إلى القضاء المختص.
ومتابعة للأوضاع والتطورات، ترأس سلام في السرايا الحكومية اجتماعاً يحضره وزراء المال ياسين جابر، الدفاع ميشال منسى، الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الداخلية والبلديات احمد الحجار، العدل عادل نصار، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
وزير الداخلية اللبناني
وصف وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار الاعتداء على قوّات "اليونيفيل"، أمس الجمعة، على طريق مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، بـ"الجريمة"، وقال عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي، في وزارة الداخلية والبلديات: "اطّلعت من الأجهزة الأمنية على كلّ التحركات التي جرت في بيروت، والإجراءات التي اتّخذت والملاحقات للمعتدين على اليونيفيل".
وأضاف: "ستتم الملاحقة بكل جدّية لتوقيف الفاعلين، ولدينا 25 موقوفاً لدى مخابرات الجيش اللبناني، وموقوف لدى شعبة المعلومات، ولا يعني أنّهم من اعتدوا على "اليونيفيل" بل التحقيقات ستُظهر المعتدي وسنتابعها جدّياً".
وأكد الحجار أنّ "التعبير عن الرأي مسموح ضمن الأصول والقوانين وممنوع قطع الطرق والتعدّيات، والتدابير ستكون جديّة"، مشيراً إلى أنّه "طلبت من الجيش اللبناني والقوى الأمنية التشدد على الأرض للحفاظ على الأمن وحماية المواطنين".
وزير الخارجية والمغتربين
من جهته، باشر وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجّي فور عودته من مؤتمر باريس ليل أمس، اتصالاته بالتنسيق مع رئيس الحكومة عن مسألة الاعتداء على "اليونيفيل" على طريق مطار رفيق الحريري الدولي.
وفي هذا الإطار، اتصل صباح اليوم برئيس البعثة وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو مطمئنّاً إلى وضع الجندي المصاب، وبالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة جنين بلاسخارت وتشاور معها في الوضع في الجنوب إضافة الى ضرورة إتمام الانسحاب الاسرائيلي الكامل في مدة أقصاها 18 شباط. وكان بحث أيضاً مع لاثارو وبلاسخارت في وضع "اليونيفيل" في ظل الاعتداء على قافلة تابعة لها بالأمس.
واستنكر رجّي أي اعتداء على عناصر "اليونيفيل"، مؤكداً على ضرورة عدم التعرض لسلامة وأمن عناصرها وآلياتها، وطالب بمحاسبة الفاعلين عن هذا الاعتداء المخالف للقوانين اللبنانية والدولية. كما أعاد التشديد على تمسك لبنان بدور هذه القوة ودعم عملها وولايتها. للمزيد اضغط هنا.
جهات سياسية تُدين الاعتداء على "اليونيفيل"
استنكرت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" "أشدّ الاستنكار الاعتداء على اليونيفيل والجيش والقوى الأمنية والمواطنين أثناء مرورهم على طريق المطار، وترحِّب بالبيانات والمواقف المندِّدة التي رفعت أي غطاء عن المخلِّين بالأمن والاستقرار، وتطالب الجهات المختصة القضائية والعسكرية بتوقيف المعتدين وإحالتهم إلى العدالة، لأن لا استقرار من دون محاسبة، وليس أي محاسبة بل محاسبة صارمة، ومن الضروري أن يشعر المواطن اللبناني بالأمن والأمان، وبأن لا أحد قادر على تهديد حياته، وأن يلمس بأنّ لبنان دخل في مرحلة وطنية جديدة، وذلك من خلال منع تكرار ما حصل أولاً، وتوقيف المعتدين ومحاكمتهم ثانياً".
وتمنّت "القوات اللبنانية" "الشفاء العاجل لنائب قائد قوة اليونيفيل في الجنوب الجنرال النيبالي شوك بهادور داكال الذي تعرّض وموكبه للاعتداء في أثناء مروره على طريق المطار، وتؤكد وقوفها الدائم إلى جانب قوات اليونيفيل".
كما دان "تيار المستقبل" بشدّة الاعتداء المشبوه على قوات "اليونيفيل"، وأكد أنه مرفوض بكل المعايير، ويشكل تهديداً لعلاقة لبنان بالمجتمع الدولي، واعتداءً صارخاً على كل اللبنانيين الذين يقدرون لهذه القوات دورها في جنوب لبنان على مدى
واعتبر أن "ما حصل ويحصل من اعتداءات وممارسات تهدد السلم الأهلي وانطلاقة العهد الجديد هي ممارسات مستنكرة، ومن يقوم بها مدعو إلى التبصر في دعوة الرئيس سعد الحريري لكسر أي انطباع عن الاستقواء بالسلاح، والمشاركة بإعادة الاعتبار لدور الدولة ومؤسساتها التي تحمي الجميع وتضمن حقوقهم".
ودعا الدولة بكل مؤسساتها العسكرية والأمنية إلى الحزم والضرب بيد من حديد لحماية أمن اللبنانيين واستقرارهم، وتطبيق القانون على الجميع.
من جهته، صدر عن اللواء أشرف ريفي الآتي: "بدايةً، لا بد من إدانة الاعتداء وكل الاعتداءات التي تقع على جنود قوات الطوارئ الدولية، ونشدّ على أيدي جميع المسؤولين بدءاً من رأس الهرم، لاتخاذهم القرار الحازم بلجم الفوضى".
وأكد على "التفاف اللبنانيين الحريصين على لبنان حول الدولة، أما مشروع التخريب والفوضى فقد انكشف على حقائقَ سوداء طالما عرفناها ونبّهنا منها، ويمكن تلخيصها بسلوك العصابة التي باتت محاصَرة بأفعالها التخريبية".
وقال: "تبقى الدولة هي الحامية للحدود والمؤتمنة على الاستقرار والضامنة لكرامة اللبنانيين وأمنهم".
واعتبر أنه "لا تفسير لكل ما حصل في اليومين الماضيين إلا أنه تعبيرٌ عميق عن أزمة القاعدة في "حزب الله" مع قيادتها وأزمة الأوهام التي زرعها المشروع الإيراني في هذه البيئة، وأزمة الصدمة الكبيرة من الثمن الغالي الذي دفعه هذا الجمهور في هذه البيئة، وهو المدعو للعودة إلى الدولة".
وختم: "إنها بداية التفكك لهذا المشروع الإجرامي الوهمي، والعلاج الشافي يكمن في اتخاذ قرارٍ سياسي حازم، وتنفيذٍ أمني صارم لحماية الوطن والمواطنين من كل الأطياف".
بدوره، كتب رئيس التيّار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، على منصة "إكس": "لبنان بحاجة لمطارات إضافية في القليعات وحامات ورياق، مطارات متخصّصة في نقل البضائع والمسافرين بأسعار مخفضة وبالنقل الخاص، بما يساهم بتحفيز السياحة وتطوير الاقتصاد والإنماء المناطقي".
لبنان بحاجة لمطارات إضافية في القليعات وحامات ورياق، مطارات متخصّصة في نقل البضائع والمسافرين بأسعار مخفضة وبالنقل الخاص، بما يساهم بتحفيز السياحة وتطوير الاقتصاد والانماء المناطقي.
كما أن اعتماد سياسة السماء المفتوحة وإلغاء حصرية الـMEA يخفّض أسعار التذاكر للسياح وللبنانيين. GB
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) February 15, 2025
كما استنكر الوزير السابق وديع الخازن "الاعتداء السافر والمُشين الذي تعرّضت له قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) على طريق المطار يوم أمس واعتبره عملاً مُشيناً يبعث برسائل خطيرة تُسيء إلى لبنان شعباً ودولةً.
وقال في بيان: "نرفض وندين بأشد عبارات الإدانة والاستنكار الاعتداء السافر والمُشين الذي تعرّضت له قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) على طريق المطار يوم أمس. إنّ هذا العمل الجبان والمرفوض يُشكّل تعتداءً صارخاً على الأمن والاستقرار، ويبعث برسائل خطيرة تُسيء إلى لبنان شعباً ودولةً، وتضرب كل القيَم الوطنية والأخلاقية عرض الحائط".
وإذ طالب الدولة وأجهزتها المختصة بـ"التحرك الفوري والحاسم لمحاسبة المُرتكبين وكشف هويتهم"، دعا إلى "عدم التهاون مع هذه الأفعال التي لا تخدم سوى أعداء الوطن ما يستوجب اتخاذ أقصى الإجراءات الرادعة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال المشينة، ووضع حد نهائي لأي استهداف للقوات الدولية التي تُساهم في حفظ الأمن في الجنوب اللبناني".
وتوجّه عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر"إكس" كاتباً: "إلى الرئيس بري: ضب الزعران ولا تفوّت فرصة بناء الدولة".
وكتب النائب وضاح الصادق على "إكس": "يحاولون التعويض في الشارع عن سطوة فقدوها على الدولة. وقد يحاولون استعادتها بالقوة، لكن ذلك زمنٌ ولّى، مهما فعلوا. لا حل أمامهم سوى الخضوع لسلطة القانون والدستور، والعودة إلى الدولة والوطن، والتخلي عن ارتباطهم بمشروع لم يجلب لهم سوى الدمار والموت".
أما رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في حزب القوات اللبنانيّة الوزير السابق ريشار قيومجيان، فكتب عبر حسابه على منصّة "أكس": "نشجب ونستنكر الاعتداء البربري على قوات اليونيفيل. مع انهيار نظام البعث المشؤوم في سوريا سقط الهلال الشيعي الإيراني التوسعي على الأرض، وأي محاولة لإحيائه في الجو فاشلة حتماً، والأكيد ليس في الهتافات ورفع الشعارات والرايات مشروع لبنان الدولة ينتصر كونوا جزءاً منه وكفاكم عبثية".
ورأى الرئيس العماد ميشال سليمان، في تصريح مساء أمس أن "تنصل حزب الله وحركة أمل من علاقتهما بالمشاغبين واستنكارهما لأفعالهم يعني أن هناك أجنحة في داخل هذين التنظيمين أو في أحدهما مكلفة من قبل جهات خارجية بافتعال الأحداث والاضطرابات، وهذا يستبطن نوايا سيئة وخطورة كبيرة على السلم الأهلي وقيام الدولة، وعلى الأجهزة الأمنية والقضاء اعتماد تدابير حازمة واتخاذ إجراءات قاسية لضرب الحديد وهو حامٍ. غير مسموحة العودة إلى الوراء".
وكتب رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور على حسابه على "فايسبوك" معلقاً على ما حدث في لبنان من اعتداء على قافلة قوات اليونيفيل أثناء توجهها إلى مطار بيروت الدولي: "هو دليل إضافي على أن هذا البلد لن ينهض ما دامت الميليشيات المسلحة تفرض هيمنتها دون رادع، وما دام حزب الله يتصرف كسلطة فوق الدولة، بلا حساب ولا مساءلة".
وأضاف: "بدلاً من محاكمة المجرمين ومحاسبتهم على الخراب الذي جلبوه إلى لبنان، يتم منحهم مقاعد في الحكومة الجديدة والسماح لهم بالاستمرار في البرلمان اللبناني والحياة السياسية وكأنهم المنقذون! كيف يمكن لبلد أن يُبنى بأيدي من دمّروه؟ وكيف يتحدثون عن "الإنقاذ" وهم أصل المأساة؟".
وتابع: "من يحكم بالسلاح، لا يعرف إلا الخراب. ومن يترك الميليشيات تسرح وتمرح، لن يبني وطناً، بل سيبقى رهينة لأجندات خارجية تبتلع سيادته واقتصاده ومستقبله. ومن يتذرّع بحجة السلم الأهلي و"حق تمثيل الطائفة الشيعية"، فهو يعلم جيداً أن حزب الله والميليشيات المسلحة لا تمثل كل الطائفة الشيعية في #لبنان، بل اختطفت قرارها كما اختطفت قرار الدولة. في لبنان رجال وطنيون، شيعة وسنة ومسيحيون ودروز، يرفضون أن يُدار وطنهم بمنطق العصابات، ويرفضون أن يكون بلدهم ورقة تفاوض أو ساحة تصفية حسابات لصالح قوى خارجية".
وأردف: "يجب أن يدفع المدمّرون ثمن جرائمهم، فلا قيام لدولة تُدار بمنطق العصابات، ولا مستقبل لوطن يُرتهن قراره لفئة تحترف الفوضى والدمار. لبنان بحاجة إلى رجال دولة، لا إلى أمراء حروب. وعلى الدولة أن تفرض سيادتها الكاملة، بدءاً من منع رفع أي راية أو علم سياسي أو حزبي غير علم الجمهورية اللبنانية تحت طائلة المسؤولية، فلا شرعية إلا لعلم الوطن، ولا انتماء إلا للوطن".
وقال: "أما الحديث عن فتح مطارات جديدة، فقد يكون ضرورياً لأسباب اقتصادية على المدى البعيد، ولكن لا يجب أن يكون هروباً من مواجهة الواقع أو محاولة لتفادي كفّ يد الميليشيات عن #مطار_بيروت وكل الأراضي اللبنانية. الحلّ ليس في الالتفاف على المشكلة، بل في فرض الأمن والاستقرار في كل لبنان، ومنع أي تخريب يُهدد سيادته وسلامة أراضيه".
وكتب النائب وليد البعريني على حسابه على منصة "إكس": "بالتزامن مع الحديث عن بسط سلطة الدولة جنوب الليطاني أو شماله، فإننا نؤكد ضرورة وجود نقطة عسكرية ثابتة مدججة بالعناصر على طريق المطار وسحب المعتدين ومحاكمتهم. وبانتظار افتتاح مطار القليعات وتحرير القضاء اللبناني، على الأجهزة الشرعية بسط سلطتها بشكل كامل في تلك المنطقة لأن هذه الأحداث ستتكرر طالما أن الدويلة المدعومة من دولة معروفة ستقوم بالمستحيل لزعزعة الأمن والاستقرار".