Game Over في طرابلس: الخربطلي ومطر يسقطان قبل بدء اللعبة!
خاص مراسل نيوز

في مشهدٍ سياسي يتكرر بمللٍ مفضوح، يحاول بعض اللاعبين الجدد تقديم أنفسهم على أنهم "وجوه التغيير" في طرابلس، وكأن المدينة لا تملك ذاكرة ولا تاريخًا سياسيًا منيعًا أمام محاولات الاختراق. آخر هذه المسرحيات تأتي بقيادة محمد الخربطلي، الرجل الذي يسعى جاهدًا لتسويق نفسه كفاعل خير، في حين أن تحركاته تبدو كأوراق مكشوفة على رقعة شطرنج المصالح السياسية.
ما يفعله محمد الخربطلي على الساحة المحلية من رعاية أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية قد يُنظر إليه للوهلة الأولى كمبادرة تنموية تستحق الثناء. لكن، خلف هذا المشهد الوردي، يبدو أن هناك أجندة سياسية واضحة تتسلل بين السطور.
الرجل لا يتحرك عبثًا. مؤسسة الخربطلي للتنمية المستدامة ليست سوى الغلاف اللطيف لحملة سياسية ذكية تهدف إلى ترسيخ النفوذ، لا خدمة المجتمع. حشود الجماهير التي ترافقه في كل مناسبة لا تعني سوى شيء واحد: لعبة التحشيد الانتخابي بدأت مبكرًا، ولكن هذه المدينة أذكى من أن تُخدع بمسرحية مكررة.
ثم يأتي اللقاء الذي أشعل فتيل التساؤلات: اجتماع الخربطلي مع النائب إيهاب مطر. البعض وصفه بأنه اجتماع تغييري لرسم ملامح المستقبل السياسي لطرابلس والشمال، ولكن الحقيقة تبدو أكثر تعقيدًا.
هل فعلاً يسعى مطر إلى تغيير حقيقي؟ أم أن التحالف مع الخربطلي ليس سوى صفقة مصالح مغلّفة بشعارات التغيير؟ فمطر، الذي يُفترض أن يكون رمزًا للاستقلالية، يخاطر الآن بأن يُجرّ إلى تحالف قد يُفقده مصداقيته أمام جمهوره إذا ثبتت نوايا خفية خلف هذا التعاون.
على من يظن أن طرابلس ستكون ساحة سهلة لمغامراته السياسية أن يعيد حساباته فورًا. هذه المدينة لم ولن تُباع، لا بالحشود المفتعلة ولا بالشعارات الفضفاضة.
طرابلس تحتاج إلى تغيير حقيقي يستند إلى أفعال صادقة وليس إلى استعراضات إعلامية موجهة لكسب تعاطف الشارع. الجمهور الطرابلسي أذكى من أن يقع في فخ الخطابات المُنمقة أو التحالفات المشبوهة.
Game Over: اللعبة انتهت قبل أن تبدأ!
لأولئك الذين يحلمون بأن طرابلس أرض خصبة لمصالحهم الشخصية نقول: اللعبة انتهت قبل أن تبدأ. لا الخربطلي بتحركاته المدروسة ولا مطر بتحالفاته الغامضة سيعيدان رسم المشهد السياسي كما يتمنيان.
هذه المدينة تعرف جيدًا من يقف إلى جانبها حقًا ومن يبحث عن مجد شخصي عابر. المستقبل القريب سيكشف الوجوه الحقيقية خلف هذه التحركات، ولن يكون لأحد مكان بين أبناء طرابلس إذا تبين أن وراء هذا الحراك مصالح خفية.
ختامًا، إذا كان الهدف من هذه التحركات هو التلاعب بوعي الشارع الطرابلسي، فعليهم أن يدركوا أن هذه اللعبة مكشوفة، وخسارتهم حتمية في مدينة تعرف جيدًا كيف تحمي تاريخها ومستقبلها.
طرابلس ستبقى عصيّة على البيع، وسيبقى شعبها الحصن المنيع أمام كل محاولة اختراق سياسي مغلّف بالابتسامات المصطنعة.