إسرائيل ترغب باتفاق تطبيع مع لبنان: الإفراج عن الأسرى "بادرة حسنة"

بعد يوم واحدٍ على إعلان حكومة الاحتلال، برئاسة بنيامين نتنياهو، عن أنها ستشرع في مفاوضات مع لبنان حول الحدود البريّة، نقل موقع "واينت" العبري، اليوم الأربعاء، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن "المداولات (بشأن الحدود) هي جزء من مخطط أوسع وأشمل"، مشيراً إلى أن "إسرائيل ترغب في التوصل إلى اتفاق تطبيع مع لبنان".
وطبقاً للمصدر فإن "سياسة نتنياهو غيّرت الشرق الأوسط، ونرغب حالياً في استغلال اللحظة والتوصل إلى تطبيع مع لبنان". وبحسبه فإن إسرائيل والولايات المتحدة "تعتقدان أن الأمر ممكن بعد التغييرات التي طرأت على لبنان. فكما للأخير اعتراضات بخصوص الحدود، نحن كذلك، وسنتحدث حول الأمر".
وفي الأثناء، أرسل رئيس مجلس مستوطنة "مطولا"، ديفيد أزولاي، رسالة إلى نتنياهو كتب فيها أن: "سكان الشمال غير مستعدين لأن يكونوا رهائن لاتفاقيات أمنية ركيكة". وطالبه بـ"ألا يسمح بالتوصل إلى حلول جزئية قد تفضي لتبعات مصيرية مستقبلاً، تتسبب بانعدام الأمن كما كنّا نحيا قبل السبت الملعون"، في إشارة إلى يوم هجوم "طوفان الأقصى". وزعم أزولاي أن "عودة السكان إلى مطولا في ظل الظروف الحالية غير واردة، خصوصاً وأن 8% فقط من السكان عادوا حتّى الآن، بسبب التهديد الأمني الفعلي وانعدام البنى التحتية المناسبة".
وانتقد أزولاي إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الخمسة أمس، مشيراً إلى أنه "لا يعقل ان تطلق سراح هؤلاء دون الحصول على ضمانة من لبنان بالتزامه بأمن إسرائيل وتفكيك كل التنظيمات التي تعمل من أراضيه..". ورأى أن "كل تقدم بالمفاوضات ينبغي أن يُبنى على إجراءات ملموسة وليس على وعود فارغة".
من جهة ثانية، قال رئيس مستوطنة "مرغليوت"، إيتان دافيدي، في مقابلة مع الموقع إنه "كفى للهراء... توقفوا عن بيعنا الأوهام"، مشيراً إلى أنه "كنت أتوقع من قائد المنطقة الشمالية، أن يأتي ويقول ينبغي أن نبقى في هذه المواقع". وتابع دافيدي قائلاً: "كنت قلقاً عندما وقعنا على وقف إطلاق النار، والآن أنا قَلِق أكثر. لقد التقيت هذا الأسبوع مع كبار مسؤولي الجيش، وفهمت أن البقاء في هذه النقاط غير دائم، وأنه في مرحلة ما سينسحب الجيش منها ليتسلّمها عناصر الجيش اللبناني". ووصف ما تقدم بأنه "تسليم إسرائيل أمن سكان الشمال لحزب الله".
أقوال دافيدي وأزولاي أتت بعدما أعلن مكتب نتنياهو أمس، عن انعقاد اجتماع رباعي في الناقورة جنوبي لبنان، حضره ممثلون عن جيش الاحتلال، والولايات المتحدة، وفرنسا ولبنان".
وفي بيان لمكتب رئاسة الوزراء، ذُكر أن الاجتماع انعقد "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة حسن نيّة للرئيس اللبناني الجديد، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح معتقلين لبنانيين". وأضاف أنه "في إطار الاجتماع اتفق على إقامة ثلاثة مجموعات عمل مشتركة هدفها حفظ الاستقرار والتركيز على ثلاث قضايا؛ هي: النقاط الخمس التي تسيطر عليها إسرائيل حالياً في جنوب لبنان؛ والخط الأزرق والنقاط المختلف عليها؛ والمعتقلون اللبنانيون لدى إسرائيل".
وبالعودة إلى المسؤول السياسي، فإن "المحادثات في الناقورة حضرها ممثلون عن الجيش، ولكن في المرة المقبلة سيحضر ممثلون عن المستوى السياسي- الدبلوماسي لإسرائيل"، موضحاً أن هذا "يُعد اختراقة دراماتيكية". وبحسبه "فإن الرئيس اللبناني يستصعب تمرير ذلك سياسياً، ولذلك أفرجنا عن خمسة معتقلين حتّى يأتي ويقول إنه من دون إطلاق رصاصة واحدة أفضى الأمر إلى استعادة معتقلين، خلافاً للمقاومة التي دمّرت لبنان، ويتمكن بذلك من الوقوف في وجه حزب الله وحركة أمل". وشدد على أن "الهدف هو التوصل إلى اتفاق تطبيع مع لبنان ولذلك سنواصل هذه المحادثات".