حين يصمت نواب المدينة... يتكلم رفلي دياب!
خاص مراسل نيوز

بين أزقّة طرابلس وأحيائها المتعبة، وبين وجع الناس وصوتهم المخنوق، يبرز اسم رفلي دياب، لا من على منصّة، ولا عبر شاشات تعجّ بالصراخ، بل من بين الناس، من قلب الشارع، حيث تصنع الثقة وتُكسب الشرعية الحقيقية.
رفلي ليس نائبًا، ولا يلبس بذلة السلطة، لكنّه يقوم بما عجز عنه كثير من النواب الذين انتخبناهم على أساس "المدينة" و"الإصلاح". هو لا يحمل ميكروفونًا، بل يحمل هاتفه، يرد على الرسائل، يسمع الشكاوى، ويبحث عن حلول — بصمت، من دون مزايدة، ومن دون شعارات.
في زمن فقدنا فيه الإيمان بمن اخترناهم لأن يكونوا صوتنا، عاد الأمل عبر شخص لا يطلب منّا شيئًا، ولا يتاجر بأوجاعنا. رفلي دياب لا يملك "كتلة"، لكنه شكّل لنفسه قاعدة شعبية تحترمه لأنه لم يَخُن الوجع. في زمن ضاعت فيه الكرامة على أبواب النواب، وقف رفلي ليسأل: "وين الدولة؟" وسأل أيضًا: "وين الإنسان؟"
فعل ما لم يفعله الكثير من نواب المدنية الذين أوصلناهم بأصواتنا، وها هم اليوم محاطون بحلقات مغلقة، بعيدون عن الناس، عن الأرض، عن الحقيقة. رفلي بقي هنا، معنا، في نفس الهمّ ونفس المعركة.
من حق طرابلس أن تقول: "نحن لسنا متسوّلين على أبواب الزعامات، نحن شعب حيّ يبحث عن ممثل يشبهه". ورفلي دياب يشبهنا، يعيش مثلنا، ويتنفس وجعنا. هو المرآة العاكسة لما نريد أن نكونه، لا ما أرادوا أن نكونه.
ربما لا يحمل رفلي دياب لقب "نائب"، لكنه يحمل ما هو أثقل: ثقة الناس.
وهذا اللقب لا يُمنح من صندوق اقتراع، بل من قلب شارع وضمير حيّ.