الذهب يقفز بأكثر من 1% بعد قرار ترامب زيادة الرسوم على الصين

ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من واحد في المئة اليوم الخميس مع لجوء المستثمرين إلى الملاذ الآمن بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية على الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم، على الرغم من قراره بتخفيف الرسوم عن باقي الدول.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.2 في المئة ليصل إلى 3119.18دولار للأوقية، بحلول الساعة 0300 بتوقيت غرينتش.
وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.8 بالمئة مسجلة 3135.50 دولار.
كان ترامب قد قرر في إجراء مفاجئ أمس الأربعاء تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها الأسبوع الماضي لكنه زاد الضغوط على الصين.
وقال ترامب إنه سيزيد الرسوم الجمركية على الواردات من الصين من 104 في المئة إلى 125 في المئة، وذلك في تصعيد لمواجهة محفوفة بالمخاطر بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتبادل البلدان فرض الرسوم أكثر من مرة خلال الأيام الماضية.
قال إدوارد ماير، المحلل في ماريكس: "إذا دخلنا فترة نمو بطيء، وهو افتراضنا الأساسي، نعتقد أن أسعار الفائدة ستتجه في النهاية نحو الانخفاض، مما سيدفع الذهب نحو الارتفاع، نظرا لاستمرار مخاوف التضخم خلال معظم العام بسبب تأثيرات الرسوم الجمركية".
وأضاف قائلا: "في النهاية، نتوقع وصول الذهب إلى 3200 دولار بحلول نهاية الشهر، إن لم يكن قبل ذلك".
وارتفع الذهب، الذي يعد أداة للتحوط ضد حالة عدم اليقين العالمية والتضخم، بأكثر من 18 في المئة في عام 2025، مدفوعا إلى حد كبير بخطط ترامب للتعريفات الجمركية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والشراء القوي من جانب البنوك المركزية، وزيادة الاستثمارات في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي أن صناع السياسات أجمعوا تقريبا في اجتماعهم الشهر الماضي على أن الاقتصاد الأميركي يواجه مخاطر تباطؤ النمو وتسارع التضخم في الوقت نفسه. وأشار بعضهم إلى أن البنك قد يواجه "مفاضلات صعبة" في المستقبل.
وتتوقع الأسواق بنسبة 72 في المئة خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة في يونيو حزيران.
ويميل الذهب الذي لا يدر عائدا إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
ويتطلع المستثمرون حاليا إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم الخميس.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 31.08 دولار للأوقية، وخسر البلاتين 0.5 بالمئة مسجلا 932.81 دولار، وتراجع البلاديوم 1.2بالمئة إلى 922.72 دولار.
انخفض اليوان الصيني اليوم الخميس إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ الأزمة المالية العالمية أواخر 2007، مع خفض البنك المركزي توقعاته لجلسة التداول السادسة على التوالي، في ظل تصاعد التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
فرضت الصين رسوما جمركية باهظة على الواردات الأميركية ردا على إجراءات أميركية مماثلة. ورغم تصريح ترامب بخفض الرسوم الجمركية المفروضة مؤخرا على عشرات الدول موقتا، إلا أنه زاد الرسوم الجمركية على السلع الصينية.
وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق العالمية في آي.إن.جي بنك: "تخوض الولايات المتحدة والصين حاليا لعبة خطرة للتنافس على النفوذ...إلى أن يتم الإعلان عن اتفاق أو تأكيد عقد اجتماع ثنائي كبير، سيكون الدولار واليوان الصيني الآن محور الاهتمام في سوق الصرف الأجنبي".
ومن شأن ضعف اليوان أن يجعل الصادرات الصينية أرخص، ويخفف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد. ومع ذلك، قال محللون وخبراء اقتصاد إن الانخفاض الحاد قد يزيد من ضغط تدفقات رأس المال غير المرغوب فيها، ويهدد الاستقرار المالي.
وقالت مصادر مطلعة لـ"رويترز" إن البنك المركزي الصيني لن يسمح بانخفاضات حادة في قيمة اليوان، وإنه أصدر تعليماته للبنوك الحكومية الكبرى بخفض مشترياتها من الدولار.
وتراجع اليوان في التعاملات المحلية إلى 7.3518 للدولار في التعاملات المبكرة، وهو أدنى مستوى له منذ 26 كانون الأول/ديسمبر 2007