ناصر الدين: صحة اللبنانيين مسؤولية جماعية ونريد بيئة غذائية أكثر أمانًا

ناصر الدين: صحة اللبنانيين مسؤولية جماعية ونريد بيئة غذائية أكثر أمانًا

أطلق وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين "الحملة الوطنية للتوعية من الدهون المتحولة (Trans Fats)" بالتعاون مع مركز ترشيد السياسات في الجامعة الأميركية في بيروت في لقاء عقد في الوزارة سلط الضوء على المخاطر الصحية المتأتية من إستهلاك هذه الدهون الموجودة في عدد كبير من الأطعمة والتي أكدت الدراسات أن استهلاكها ولو بكميات ضئيلة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري والسمنة.

جاء ذلك في لقاء في وزارة الصحة العامة شاركت في رعايته وزارة الإعلام حيث أطلق فيديو توعوي على مخاطر الدهون سيتم توزيعه للبدء ببثه وتعميم فوائده عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد الوزير ناصر الدين أن "حملة التوعية تأتي من ضمن مسار صحي ووطني متكامل يتضمن التالي:

- التوعية العامة عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية،

- العمل مع الصناعات الغذائية لتقليل أو إلغاء استخدام الدهون المتحولة،

- من غير المقبول تشريع الأسواق لمنتجات غير صحية تغزو البلاد وتؤثر على صحة الأطفال

- مراجعة التشريعات بهدف فرض حدود واضحة وصارمة لهذه المواد في المنتجات الغذائية في الأسواق اللبنانية".

وقال:"ان التغيير في العادات الغذائية ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن حين يكون مدعومًا بالتوعية والإرادة والتعاون بين القطاعين العام والخاص ومشاركة المجتمع المدني.

وتابع:"إن صحة اللبنانيين ليست خيارًا، بل هي حق ومسؤولية جماعية. ومن خلال هذه الحملة يتم تنفيذ خطوة إضافية نحو بيئة غذائية أكثر أمانًا ومجتمع أكثر وعيًا وأطفال ينشأون على نمط حياة صحي".

وقائع اللقاء

وكانت مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة العامة المهندسة جويس حداد قد ألقت كلمة ترحيبية أوضحت فيها أن" دراسات ميدانية وتقارير صادرة عن مؤسسات صحية ومحلية ودولية أظهرت أن تناول المنتجات التي تحتوي على 2 في المئة من الدهون المتحولة Trans Fats يرفع نسبة الإصابة بأمراض القلب إلى 23 في المئة".

ثم عرضت الدكتورة مهى حطيط من الجامعة اللبنانية نتائج دراسات بحثية متعلقة بالدهون المتحولة ومخاطرها، ودعت إلى "تضافر الجهود لإجراء دراسات جديدة على محتوى الطعام اللبناني". ولفتت إلى أن" دراسة حديثة تم إجراؤها أظهرت أن حوالى 50 في المئة من الشعب اللبناني لا يقرأ الملصق الغذائي و85 في المئة لا يعرفون ماذا يعني الدهون المتحولة Trans Fats". وقالت:" إن توحيد الجهود وتعاون الوزارات سيشكل خطوة تدعم البحث العلمي لمعرفة من هم الناس الأكثر تعرضا لأمراض القلب التاجية نتيجة ما يتناولونه من أطعمة".

بعد ذلك، قدمت كلارا أبو سمرا من مركز ترشيد السياسات في الجامعة الأميركية في بيروت عرضًا عن كيفية القضاء على الدهون المتحولة في لبنان. وأشارت إلى أن" الأزمة الاقتصادية التي يعانيها البلد أتاحت المجال لاستيراد منتجات من دول تستخدم نسبًا عالية من الدهون المتحولة. كما أن الوعي غير كاف لدى المستهلك من مخاطر هذه الدهون". وقالت:" إن أكثر من 60 في المئة من المنتجات لا تحدد نسبة وجودة الدهون المتحولة فيها".

ما هي الدهون المتحولة وكيف يتم تفاديها والوقاية منها

يوضح منشور صادر عن وزارة الصحة العامة ومركز ترشيد السياسات في الجامعة الأميركية في بيروت أن الدهون المتحولة هي أحماض دهنية غير مشبعة توجد بشكل طبيعي في بعض المنتجات الحيوانية لكنها تأتي أساسًا من الزيوت المهدرجة جزئيًا (PHOs) المنتجة صناعيًا، والتي تستخدم لتحسين قوام الطعام وإطالة مدة صلاحيته.

ترفع الدهون المتحولة مستوى الكوليسترول الضار (LDL) وتخفض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما ترتبط بمقاومة الأنسولين مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتسهم في الإلتهابات وزيادة الوزن.

يمكن العثوة على الدهون المتحولة في الملصق الغذائي كالتالي:

إبحث تحت قسم "إجمالي الدهون" حيث تُدرج الدهون المتحولة بشكل منفصل، عادة أسفل "الدهون المشبعة".

إذا كان الملصق يظهر صفر جرام من الدهون المتحولة، يجب التحقق من قائمة المكونات. أحيانًا يستخدم المصنعون مصطلح "الزيوت المهدرجة جزئيًا" والتي لا تزال تحتوي على دهون متحولة حتى لو أشار الملصق إلى "صفر جرام من الدهون المتحولة".

كذلك، يمكن تصنيف المنتج على أنه يحتوي على "صفر جرام من الدهون غير المشبعة" لكل حصة إذا كان يحتوي على أقل من نصف جرام لكل حصة. لكن عند تناول عدة حصص، يمكن أن تتراكم الكميات الصغيرة بسرعة.

توصي جمعية القلب الأميركية بألا تشكل الدهون المتحولة أكثر من 1 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وبالنسبة لمعظم الأشخاص يعادل ذلك حوالى 2 جرام يوميًا.

لتقليل الإستهلاك من الدهون المتحولة، يجب القيام بالتالي:

- إستخدام زيت الزيتون بدلا من السمن الصناعي.

- إختيار الوجبات المنزلية بدلا من الوجبات السريعة.

- تناول خبر القمح الكامل والمعجنات المنزلية بدلا من المخبوزات المصنعة.

- إستبدال الأطعمة المعلبة بالفواكه الطازجة والمكسرات.