جنوب بلا قذائف… انتخابات بصوت الدولة
مانشيت مراسل نيوز

"أحمد الجحّار يحمي صناديق الجنوب... ويُعيد الهيبة لصوت الشعب"**
في استحقاق تحت التهديد، الوزير الداخلية ينجح حيث فشل الكبار: لا غارات، لا فوضى، فقط ديمقراطية لبنانية صافية
أسدل الجنوب اللبناني الستارة على الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، في مشهد قلّ نظيره في بلد تتنازعه الأزمات. يوم انتخابي هادئ، بلا رصاص، بلا قذائف، وبلا تصعيد... بفضل حنكة وزير الداخلية أحمد الجحّار، الذي أثبت أن الإدارة القوية قادرة على حماية صندوق الاقتراع حتى في المناطق الأكثر توتراً.
الخشية كانت من غارات إسرائيلية تعطل اليوم الانتخابي، لكن اتصالات كثيفة أجراها لبنان مع الجانب الأميركي نجحت في تحييد الجنوب عن أي تصعيد، لتُنجز الانتخابات في النبطية والجنوب بهدوء غير مسبوق، رغم ضغوط الحرب والخوف والاحتقان.
لكن خلف هذا الهدوء، تراجعٌ لافت في نسب الاقتراع، خصوصاً في البلدات ذات الغالبية الشيعية، حيث فازت أكثر من 109 بلديات بالتزكية من أصل 272، في مشهد قرأه البعض كـ"استفتاء سياسي صامت" لصالح الثنائي الشيعي (أمل - حزب الله)، الذي أراد الإيحاء بأن شعبيته ما زالت راسخة رغم التحديات. النتائج الأولية أظهرت فوزاً شبه كامل للوائح الثنائي في صور والنبطية، مع بعض الخروقات المحدودة في البلدات الصغيرة.
أما جزين، فكانت ساحة المعركة الأشرس، حيث خاض "التيار الوطني الحر" مواجهة حامية مع "القوات اللبنانية"، انتهت بفوز "التيار"، وسط نسبة اقتراع لافتة بلغت 45%، وهي الأعلى بين أقضية الجنوب. صيدا أيضاً شهدت معركة متعددة اللوائح، فيما النسب توزعت على الشكل التالي:
جزين: 45%
النبطية: 42%
صيدا: 42%
صور: 37%
حاصبيا: 36%
مرجعيون: 31%
بنت جبيل: 27%
الرئيس جوزيف عون صوّت للمرة الأولى في بلدته "العيشية"، قائلاً: "صوتي اليوم للإنماء. من يربح، يمثّلني. كنت أحمي الانتخابات 40 سنة، واليوم أشارك بها كمواطن".
أما رئيس الحكومة نواف سلام، فحيّا الشعب اللبناني وكل الأجهزة على إنجاح هذا الاستحقاق، قائلاً: "وعدنا ووفينا. وزارة الداخلية أثبتت جهوزيتها العالية رغم بعض الشوائب، وسنبدأ التحضير للانتخابات النيابية على قاعدة ما تعلّمناه اليوم."
وفي خلفية المشهد الانتخابي، برز تطور أمني خطير تمثل في تسليم السلطات السورية للبنان رأس العصابة التي اغتالت باسكال سليمان، أحمد نون، بعد تنسيق بين "القوات اللبنانية" ومديرية المخابرات اللبنانية. خطوة وُصفت بأنها كفيلة بإغلاق ملف الاغتيال، بعدما بات جميع المتورطين في قبضة الدولة.
هكذا، وبالرغم من كل الرياح المعاكسة، نجح لبنان في إنجاز الاستحقاق الانتخابي كاملاً، فيما خطف أحمد الحجّار الأضواء، بصفته رجل المرحلة، والحارس الصامت لصناديق الجنوب.