إبادة جماعية: 9 من أطفال الطبيبة آلاء النجار يُحرَقون حتى التفحم في غارة إسرائيلية على خان يونس

خان يونس – غزة | مشهد يفوق حدود التحمل والخيال. 9 جثث صغيرة، متفحمة، محمولة على الأكتاف إلى مجمع ناصر الطبي، جميعهم أبناء الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، التي لم يتبقّ لها من حضنها الدافئ سوى رماد طفلٍ كان يلهو بين يديها قبل ساعات.
المنزل الذي كان يضم حياةً كاملة في منطقة قيزان النجار جنوبي خان يونس، تحول بفعل قصف جوي إسرائيلي إلى مقبرة نارية جماعية. 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عامًا، احترقوا حتى الرماد، ومعهم طفل تاسع لم يعرف الحياة طويلاً. أما والدهم الطبيب حمدي النجار، فيصارع الموت بعد إصابات حرجة.
وفي ردٍ مقتضب أثار الغضب والاستنكار، قال جيش الاحتلال:
"استهدفت مسيّرة مشتبها بهم في مبنى قريب من قواتنا. خان يونس منطقة قتال، وأخليناها من المدنيين قبل العمليات"، مضيفًا أنه "يتم التحقق من الادعاء بشأن إصابة غير متورطين."
غير متورطين؟ إنهم أطفال. تسعة قُتلوا وهم نيام. من المسؤول عن إحراق أجسادهم؟ من يعيد لأمهم صرخة لم تصرخها بعد؟
فرق الدفاع المدني وصفت ما حدث بـ"الحريق الجحيمي" الذي استغرق ساعات لإخماده. لا مبنى بقي. ولا ضوء من النوافذ. فقط صمت أسود يخيم على الحيّ، وطفولة اختنقت تحت الركام.
وسط صمتٍ دولي مطبق، تستمر إسرائيل في تنفيذ ما يمكن تسميته دون تردد بـسياسة الإبادة. تسعة أطفال، طبيبة، طبيب، منزل، حيّ. تم قصفهم وكأنهم أهداف عسكرية.
إن ما حدث في خان يونس ليس "حادثًا مؤسفًا" كما يحاول الإعلام الغربي ترويجه. ما حدث هو جريمة موثقة بكل أركانها: قصف، ترويع، حرق، تفحّم أجساد بريئة، وإنكار.
اليوم، صار للعالم مرآة ينظر فيها إلى نفاقه. أطفال آلاء النجار هم المرآة.