طفل طرابلس بين الموت والوعود… وكريم كبارة ينقذ ما أسقطته الدولة

خاص مراسل نيوز

طفل طرابلس بين الموت والوعود… وكريم كبارة ينقذ ما أسقطته الدولة

طرابلس – كأن المدينة المنسية كُتب عليها أن تختصر مأساة وطن. طفل طرابلسي دخل في حالة حرجة، أهله طرقوا كل الأبواب، المستشفى استغاث، الإعلام صرخ… لكن رئيس الحكومة – وزير الصحة غاب عن السمع، تاركاً حياة صغيرة على حافة الخطر.

الصدمة تضاعفت حين أعلن الرئيس سعد الحريري تدخله لنقل الطفل إلى الجامعة الأميركية في بيروت، ثم تراجع عن وعوده، لتعود العائلة إلى نقطة الصفر، تواجه مصير طفلها وحيدة.

لكن وسط صمت الدولة وتراجع الوعود، جاء الموقف الذي قلب المعادلة: النائب كريم كبارة تحرك بسرعة، وحمل الملف على عاتقه، متكفلاً بنقل الطفل وتأمين علاجه على نفقته الخاصة. خطوة إنسانية بدت وكأنها إنقاذ ليس فقط لطفل واحد، بل لكرامة مدينة بأكملها.

هذه الحادثة لم تعد مجرد قصة فردية. إنها فضيحة بحجم الدولة: وزير صحة غائب، رئيس حكومة صامت، ووعود سياسية تتبخر في الهواء… فيما نائب واحد يقرر أن يتصرف كدولة.

السؤال الذي يهز اليوم كل بيت لبناني:

ماذا لو لم يكن هناك كريم كبارة؟

كم طفلاً آخر سيسقط ضحية غياب الدولة وتواطؤ السلطة؟

أي وطن هذا الذي يُترك فيه المواطن رهينة مبادرات فردية، بدل أن تحميه مؤسساته الرسمية؟

الطفل اليوم بين أيدٍ أمينة، لكن لبنان كله ما زال بين أيدي سلطة عاجزة.

وإذا كانت حياة إنسان تحتاج إلى نائب يتحرك مكان الحكومة، فليُكتب على الدولة نفسها شهادة وفاة.