"الفتنة متيقظة وتتربص بنا" على أبواب الذكرى السنوية للحرب الأهلية

بقلم مراسل نيوز

"الفتنة متيقظة وتتربص بنا" على أبواب الذكرى السنوية للحرب الأهلية

بات شعار " تنذكر ما تنعاد" تقليد سنوي يتناوله كل من يريد إصدار التصاريح والبيانات في ذكرى 13 نيسان ، ذكرى الحرب الأهلية، أو الحرب الطويلة، أو حرب الآخرين على أرضنا، لا يهم التسميات بقدر ما يهم أن نستذكر أعداد القتلى والجرحى والمفقودين الذين دفعوا أثماناً باهظة في هذه الحرب العبثية والتي دمرت البشر والحجر فماذا فعلنا نحن وماذا نفعل كي لا تعود ؟؟!!!

 

منذ إنتهاء الحرب والشعب اللبناني يلملم جراحه، وفي كل مرحلة يخاف من عودة الحرب الأهلية بسب الطائفية والمذهبية وحتى المناطقية، وتطلق الإنذارات التي تحذر من الفتنة " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" فمن قال أنّها نائمة؟؟؟كل الدلالات تشير أنها متيقظة واليوم أكثر من اي وقت مضى بسبب الإنهيار الكبير للبنان إقتصادياً وإجتماعياً ومعيشياً وأمنياً، وإنهيار المؤسسات ويضاف إلى كل ذلك غياب رأس السلطة ومعها المجلس النيابي والوزارات المعنية " الغير قادرة" على تلقف كل الضربات ، فكيف لا نخاف على لبنان؟؟؟!

بالأمس ومع الجريمة النكراء التي أودت بحياة منسق القوات اللبنانية باسكال سليمان كاد لبنان أن ينزلق في أتون حرب طائفية لولا حكمة البعض ممن إستدركوا الأمر، فالجريمة البشعة دفعت الناس من كل الأطياف والأحزاب إلى تناقل معلوماتها بالطريقة التي تتناسب وغاياتها وأهدافها الشخصية وليس من باب إحقاق الحق وتحقيق العدالة الغائبة أصلاً عن بلدنا، ويجمع المطلعون على أن كثرة التحليلات والتي إجتاحت وسائل التواصل الإجتماعي ومعها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أودت بكل معاني العيش المشترك الذي نتغنى به ليظهر على حقيقته من دون أي " رتوش" ، والواقع أنّه لولا "الفيتو" على الحرب في لبنان من قبل الخارج لإندلعت منذ سنوات وتحت حجج عديدة فالكل يده على " الزناد" والكل متأهب وجاهز لكن الوقت لم يحن بعد فهل ستبقى الفرصة غير متاحة والمصالح الخارجية ترفض عودة الحرب؟؟؟! أسئلة لا يمكن الإجابة عنها دون معرفة التطورات في المنطقة وكيف ستنتهي حرب غزة وتهديدات ايران لإسرائيل وهل إن الرد على إستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق سيكون من لبنان أو من إيران؟؟؟؟؟

كل التوقعات جائزة وكل التحليلات واردة وتبقى الذكرى الأليمة يوم 13 نيسان محفورة في ذاكرة اللبنانيين الحقيقيين الذين يؤلمهم بالفعل ما آلت إليه أوضاع بلدهم في الوقت الراهن وتبقى كلمات " تنذكر ما تنعاد " تصدح في نفوسهم وليس كما هي على لسان من يتاجر بالبلاد والعباد ، حمى الله لبنان وشعبه الطيب .