واشنطن تصعّد: حزب الله مهزوم وعهده انتهى.. وبيروت ترد: لا إملاءات على لبنان!

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

واشنطن تصعّد: حزب الله مهزوم وعهده انتهى.. وبيروت ترد: لا إملاءات على لبنان!

وسط مشهد سياسي متوتر، فجّرت تصريحات نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، جدلًا عاصفًا بعد أن حملت رسائل مباشرة بشأن مستقبل حزب الله والدور الأميركي في لبنان. ففي أول زيارة رسمية لها خارج الولايات المتحدة، لم تتردد أورتاغوس في التأكيد على أن "هزيمة حزب الله على يد إسرائيل" تمثل لحظة فارقة للبنان، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح له بالبقاء ضمن المعادلة السياسية والعسكرية للبلاد.

هذه التصريحات، التي وُصفت بـ"الهجومية" في بعض الأوساط السياسية، تزامنت مع تصعيد أميركي متزايد تجاه إيران، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول الأجندة الفعلية لواشنطن في لبنان، وهل تهدف إلى دعم الاستقرار أم إعادة تشكيل المشهد السياسي بما يتماشى مع مصالحها؟

خلال لقائها بالرئيس جوزاف عون، شدّدت أورتاغوس على التزام بلادها بمساندة الحكومة اللبنانية الجديدة، لكنها ربطت هذا الدعم بضرورة "إصلاحات جذرية، وإنهاء الفساد، وإبعاد حزب الله عن أي دور حكومي". وأكدت أن "حقبة سيطرة الحزب على القرار السياسي قد انتهت"، مشيرةً إلى أن واشنطن تعمل على خنق تمويله عبر فرض مزيد من العقوبات على إيران.

وأضافت:

"لا نريد للبنان أن يكون دولة تعيش على المساعدات، بل أن يصبح مركزًا للاستثمارات العالمية. لكن ذلك لن يتحقق ما دام حزب الله موجودًا في المشهد السياسي".

وفي خطوة لافتة، أعلنت أورتاغوس أن 18 شباط سيكون الموعد النهائي لانسحاب الجيش الإسرائيلي وإعادة انتشار الجيش اللبناني، مؤكدةً أن واشنطن تتابع هذا الملف عن كثب.

رد لبناني حاسم: السيادة خط أحمر

في موقف واضح ومباشر، شدّد الرئيس جوزاف عون على أن السيادة اللبنانية ليست محل نقاش، وأن أي حلول تأتي من الخارج يجب أن تحترم إرادة الشعب اللبناني.

وأكدت مصادر مقربة من قصر بعبدا أن الرئيس أبلغ المسؤولة الأميركية أن "لبنان يرفض أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وأن أي قرار داخلي هو شأن لبناني بحت." كما شدد على أن أي محاولة لفرض أجندات خارجية ستؤدي إلى نتائج عكسية، وستفاقم الانقسام الداخلي.

من جانبه، قال دبلوماسي لبنان

"التدخل الأميركي بهذا الأسلوب يثير تساؤلات كثيرة. دعم الاستقرار شيء، وفرض توجهات سياسية شيء آخر. لبنان ليس ساحة للمساومات الدولية."

في الأوساط السياسية، أثارت تصريحات أورتاغوس استقطابًا حادًا. ففي حين رحّب بها بعض القوى السياسية التي ترى في الضغط الأميركي فرصة لإحداث تغييرات داخلية، اعتبرها آخرون تصعيدًا غير مبرر قد يعقّد الوضع أكثر.

مصادر قريبة من حزب الله علّقت على كلام أورتاغوس بلهجة حادة، معتبرة أن "لبنان لا يُدار بالضغوط الأميركية، والمقاومة باقية لأنها جزء من معادلة حماية البلد، شاء من شاء وأبى من أبى."

أما على الصعيد الشعبي، فقد انقسمت الآراء بين من يرى في الموقف الأميركي فرصة لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية، وبين من يخشى أن يؤدي التصعيد إلى مزيد من الانقسامات والضغوط الخارجية.

لا شك أن تصريحات أورتاغوس رسمت ملامح مرحلة جديدة في العلاقة بين واشنطن وبيروت، عنوانها الضغط المباشر والتصعيد السياسي.

فهل سيتمكن لبنان من الحفاظ على توازنه وسط العاصفة الأميركية – الإيرانية؟ وهل تكون هذه الضغوط مقدمة لإعادة تشكيل المشهد السياسي أم أنها ستؤدي إلى مزيد من التعقيد؟

الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذه الأسئلة، لكن ما هو مؤكد أن لبنان لن يكون كما كان قبل هذه التصريحات.