سامي الجميل: حزب الله يريد أن يُبقي على أزمة النازحين ليضغط على أوروبا والغرب لتحرير سوريا من العزلة
اشار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ضمن برنامج "جدل" إلى أنه لم يفهم المغزى من جلسة مجلس النواب أمس لكنهم حضروها لأهمية موضوعها غير أن توصياتها لا قيمة ولا نتائج لها على أرض الواقع.
وأكدّ الجميل: "المطلوب بملف "اللجوء السوري" سهل وواضح وهناك إجماع عليه لكن هناك قرار سياسي بمنع تنفيذه وهذا القرار اتخذه حزب الله بفعل سيطرته على الحكومة التي شكّلها وحزب الله يعطل أي حل من الحلول المطروحة، لأنه يريد أن يترك الازمة الموجودة في لبنان ليضغط باتجاه تحرير سوريا من العزلة الواقعة فيها، معتبرًا أن حزب الله يضغط باتجاه اوروبا والغرب وعلى لبنان من اجل ان يستسلم الجميع بموضوع بشار الاسد بهدف رفع العقوبات عنه ويستعمل لبنان والشعب اللبناني والشعب السوري الموجود في لبنان كورقة ضغط بالسياسة لخدمته وخدمة سوريا وايران وهذه الحقيقة.
وإعتبر الجميل: "لو كان هناك نية للمعالجة فالقانون يسمح لرئيس الحكومة بترحيل السوريين عبر الحدود، كما ان الدولة السورية تستقبل كل رعاياها وبالتالي من السهل معالجة المشكلة عبر الترحيل". مشيرًا إلى أن السوريون الموجودون في لبنان رهينة قرار حزب الله وبشار الأسد، وهذا هو بيت القصيد بالنسبة إلينا والباقي "كلام فولكلوري".
وعن الإجراءات المطلوبة، قال الجميل: "عقدنا مؤتمرًا في حزب الكتائب منذ اكثر من 7 أشهر ووضعنا كل التوصيات التي عادت واكدت عليها لجنة الخارجية في مجلس النواب وعدد كبير من الاحزاب حتى رئيس الحكومة الذي أكد بلسانه على جزء منها خلال المؤتمر الصحافي مع المفوضية الاوروبية". مضيفًا إلى أن الحلول واضحة ويكفي تطبيق القانون من اجل حل المشكلة، ولكن ممنوع على رئيس الحكومة تطبيقه.
وعن عدم دستورية التشريع في مجلس النواب في ظل غياب الرئيس، إعتبر الجميل: وجود رئيس في النظام السياسي اللبناني هو مفتاح لكل عمل المؤسسات. وانطلاقا من انتخاب رئيس يتم تكليف رئيس حكومة جديد، وانطلاقا من رئيس الحكومة يتم تأليف حكومة ، ورئيس الجمهورية يوقّع كل القوانين وله الحق بردها وهو اساس العمل التشريعي ولكن المشرّع الذي كتب الدستور لم يحسب المجانين الذين لم ينتخبوا رئيسا لمدة عامين ونصف لحسابات شخصية.
وأكدّ الجميل: "لا يجوز ان نطبّع مع أمر غير دستوري وواقعي وبالتالي العمل خارج إطار الدستور والمنطق. رئيس الجمهورية هو من يفاوض عن لبنان وليس رئيس الحكومة وما يحصل اليوم من مفاوضات مع جهات خارجية هو اعتداء على صلاحيات الرئيس".وأن هناك اتفاق على تسيير البلاد من دون رئيس وان يديره الرئيسان بري وميقاتي فالحكومة ومجلس النواب يعملان وكأن الامور طبيعية وهذا مخالف للدستور واذا كان المجلس الدستوري لا يرى كل هذه المخالفات فهذا يعني أنه مسيّس.
وقال الجميل: "لم نفهم كيف صدرت التوصيات عن مجلس النواب وعلى اي اساس ومن كتبها وأين تمت مناقشتها فنحن لم نشارك وهناك الكثير من الكتل التي لم تتم دعوتها إلى الاجتماع ولم نفهم معياره وكيف أن كتلًا بأكملها تمثل جزءًا كبيرًا من المجلس لم تشارك كما أننا لم نتسلّم اي دعوة إلى الاجتماع" . وأنه بمعزل عن الدعوات فإن كل التوصيات التي تصدر عن المجلس يجب ان تناقش الأمر الذي لم يحصل، كما أن اللجان التحضيرية لا تملك صلاحية اتخاذ القرارات عن مجلس النواب فمن يقرّر هي الهيئة العامة التي لم تناقش التوصيات في اجتماعها الاخير.
وأسف الجميل لأن مجلس النواب بات يُدار وكأن هناك من يريد أن يقرر عن كل اللبنانيين ويعقد جلسات شكلية ويمرّر في النهاية ما يريده هو وهذا واقع كل الجلسات النيابية كجلسة مناقشة الموازنة
وقال الجميل: "كتلة الكتائب لم تصوّت على توصيات مجلس النواب التي أقرّها في جلسته أمس بملف النزوح لأنها ضدها وهي "ضحك على الناس".والتوصية تبنّت المنطق الذي يتحدث به حزب الله وغيره، ولم تحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية تطبيق القوانين والالتزام بها والمهم هو ما يتعلق بالشق الخارجي أي "قصة موسى الذي يريد شق البحار" وتضييع البوصلة ورفع المسؤولية عن بشار الأسد وحزب الله.
وأوضح الجميل: "بيت القصيد" هو ان بشار الاسد قام بتطهير عرقي، قتل مليون سوري وهجّر 5 ملايين موزعين على لبنان تركيا والاردن وبلدان أوروبية، وأزال 20% من عدد السكان ورهّب البقية بقوة السلاح والقتل، وهو لا يريد عودة النازحين وبالتالي اما ان نضعه امام مسؤولياته.وبالتالي اما ان نضعه امام مسؤولياته ونقول له "اما انت مجبر على استقبال المواطنين السوريين أو أنت متواطئ مع الحكومة على حساب الشعب اللبناني ومستقبله". أما عن الواقع أننا نرفض وضع بشار الأسد امام مسؤولياته، نريد ان نفتح البحار ونُرسل السوريين الى اوروبا ،في حين ان الطريقة الاسهل هي فتح البر وارسالهم الى بلدهم وليس الى بلد آخر وواجب الأسد استقبالهم.
حزب الله مسيطر على الحدود وكان شريكا بتهجير السوريين من بلدهم وتوريط لبنان بالازمة، هو يبقي على الخط المتجه الى لبنان مفتوحًا لادخال اللاجئين وبالتالي حزب الله وبشار الأسد يتحملان المسؤولية الاكبر بملف النزوح السوري
وأشار رئيس حزب الكتائب سامي الجميل: "من يسيطر على المعابر غير الشرعية هو حزب الله، وبالتالي كيف يطالب وهو المسؤول عن هذه الحكومة الدول الخارجية بمساعدته على ضبط حدود هو يسيطر عليها؟ هذه نقطة أولى غريبة".اما النقطة الثانية الغريبة فهي ان حزب الله الذي يسيطر على الحكومة قادر بسهولة على ضبط حدود فهي من الاصغر في العالم وأسهلها ضبطًا فيما المعابر معروفة أيضًا".
وأكد الجميل: "هناك قرار سياسي بعدم ضبط الجيش اللبناني للمعابر الحدودية مع سوريا وهو لديه القدرة على ضبطها بالإمكانيات الموجودة اليوم وبمساعدة الابراج، ولكن لا ارادة بضبطها".
وتعليقًا على كلام الياس بو صعب عن وجود قرار سياسي بضبط الحدود، قال الجميل: القرار السياسي لدى حزب الله ولا علاقة له لا بحكومة ولا بوزير دفاع ففي النهاية ما يقرّره الحزب يحصل وعندما يمنع وزير الحكومة من الذهاب الى بروكسل يوفد الاخير وزير الخارجية.
وقال الجميل:" ميقاتي اجتمع مع الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه وانا متأكد ان ما يريده ميقاتي هو ما نريده نحن، ولكن هناك ضغط سياسي على الاخير وعلى قائد الجيش، وهذا الضغط يُمارس من المرجعية العليا الموجودة في البلد، فالقرار السياسي عند حزب الله والجميع عليه التنفيذ".ونحن بلد تحت الهيمنة وقرارنا محتل من قبل حزب الله الذي يأخذ لبنان رهينة في قرار السلم والحرب، واكبر مثال على ذلك، عدم اجتماع الدولة والحكومة والبرلمان لبحث الحرب والسلم في الجنوب. ونحن في حالة حرب والشعب اللبناني يموت في الجنوب والقرى تُدمّر، فيما المسؤولون لا يحق لهم الدعوة لاجتماع لمناقشة ما يحصل داخل بلدهم والحرب قائمة.
وأشار الجميل إلى أن المشكلة بمكان واحد هو سيطرة حزب الله وعلينا ان نواجه المشكلة الأساسية. ويحاول الجميل إقناع الأفرقاء بتشكيل جبهة وأن الوقت هو للاجتماع لمواجهة الأساس كما في أيام الاحتلال السوري فلن يتمكن من معالجة اي من المشاكل طالما الميليشيا تسيطر على الدولة والبلد مخطوف، بحسب قوله. حزب الله يدافع عن غزة وليس عن لبنان، وقد فتح جبهة المساندة للوقوف إلى جانب غزة وورّط لبنان بحرب "طويلة عريضة" خدمة لأناس آخرين وهذا ما يفعله بموضوع اللاجئين
وأكد أن حزب الله يورّط لبنان وأهل الشيعة وأهل السنّة وأهل المسيحيين وأهل الدروز بمشكلة "طويلة عريضة" خدمة للنظام السوري، لأن الحزب أولويته ليست لبنان بل خدمة المنظومة الواسعة ومستعد لأن يضحّي بمستقبل لبنان.
ودعا الجميل لإعادة السوريين إلى بلادهم، فكما يخرج عشرات آلاف السوريين ويدخلون إلى سوريا يمكن أن نرسل كل سوري غير شرعي إلى سوريا وهي مُجبرة على استقباله. معتبرًا أنه إما أن الأسد مانع السوريين من العودة إلى بلدهم وهذا غير واقعي، أو أننا لا نريد حل المشكلة لتبقى قائمة في لبنان لنبتزّ الغرب.
وسال الجميل: "وإلا فما الذي يمنع الجيش اللبناني والأمن العام وقوى الأمن الداخلي الذين لديهم أسماء كل اللاجئين السوريين غير الشرعيين بأن يرحلوهم في البوسطات عبر الحدود؟". ما يمنع إعادة السوريين هو أن حزب الله تارك الحدود مفتوحة وكل من يرحل قد يعود ما يعني أن المشكلة عند حزب الله