الكشف عن آفاق جديدة لعلاج التوحد
كشفت دراسة حديثة من جامعة نانتونغ الصينية عن أدلة جديدة حول دور الدوبامين في اضطراب طيف التوحد (ASD).
حيث حدد العلماء رابطًا مهمًا يشمل الدوبامين، وهو ناقل عصبي رئيس مرتبط بالمتعة والمكافأة، وفقا لدراسة حديثة نشرها موقع “نيوزويك” الأمريكي.
وتقدم الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة نانتونغ الصينية، رؤى مهمة حول الأسس البيولوجية العصبية لاضطراب طيف التوحد؛ مما قد يمهد الطريق لأساليب علاجية جديدة.
ووفق منظمة الصحة العالمية، يشمل اضطراب التوحد مجموعة من الحالات التي تتميز بتحديات في التفاعل الاجتماعي والتواصل؛ ما يؤثر على ما يقرب من 1 من كل 100 طفل في جميع أنحاء العالم.
وأضافت أنه رغم الأبحاث المكثفة، فإن الآليات البيوكيميائية الدقيقة التي تسبب اضطراب طيف التوحد لا تزال مجهولة، مع وجود عوامل وراثية وبيئية متورطة في تطوره. ومع ذلك، تشير الأدلة الناشئة الآن إلى دور حاسم للدوبامين.
وقال “نيوزويك”، “إن مشاركة الدوبامين في الجوانب التنموية لمرض التوحد لم يتم استكشافها إلى حد كبير حتى الآن”، كما ذكر الباحثان الرئيسان لينجيان شينغ وجانغ تشين.
وتؤكد الدراسات الحديثة الأدوار المحورية للدوبامين والسيروتونين في نمو الدماغ العصبي وبناء الدوائر العصبية.
وهناك أدلة تشير إلى أن التعرض للأدوية المرتبطة بالدوبامين أثناء الحمل يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، وفقا للموقع الأمريكي.
وبدافع من هذه النتائج، شرع فريق شينغ وتشين في إجراء تحقيق شامل لتوضيح تأثير الدوبامين على اضطرابات النمو العصبي، وخاصة اضطراب طيف التوحد.
وسعى بحثهم، الذي نشر في المجلة الأمريكية لعلم الأمراض، إلى تحديد هدف علاجي جديد يمكن أن يغير علاج اضطراب طيف التوحد.
تغيرات التعبير الجيني
وأجريت الدراسة على مرحلتين، في البداية، حلل الفريق تغيرات التعبير الجيني في أدمغة الأفراد المصابين بالتوحد، ولاحظوا تغيرات كبيرة في الجينات المرتبطة بإشارات الدوبامين ونمو الدماغ؛ ما يشير إلى احتمال حدوث خلل في مسارات الدوبامين في اضطراب طيف التوحد.
واستخدم الباحثون نماذج أسماك الزرد، والتلاعب بإشارات الدوبامين لمراقبة السلوكيات الناتجة، حيث أظهرت أسماك الزرد ذات مسارات الدوبامين المعطلة تشوهات في دوائر الدماغ وسلوكيات مشابهة لمرض التوحد البشري؛ مما يوفر نموذجًا مقنعًا لدراسة هذا الاضطراب.
ويقول تشين: “لقد اندهشنا من التأثير العميق لاضطرابات إشارات الدوبامين على مواصفات الخلايا العصبية في أسماك الزرد، والتي يمكن أن تدعم تشوهات الدائرة العصبية التي تظهر في مرض التوحد”.
وأضاف شينغ: “يسلط بحثنا الضوء على الدور الحاسم للدوبامين في تكوين الدائرة العصبية أثناء النمو المبكر، لا سيما في سياق مرض التوحد، ويمكن أن يؤدي هذا الفهم إلى تدخلات علاجية جديدة تستهدف مسارات الدوبامين، وتحسين النتائج للأفراد المصابين بالتوحد وغيره من اضطرابات النمو العصبي”.
وخلصت الدراسة، إلى أنه من خلال تسليط الضوء على الدور المحوري للدوبامين، فإنه يفتح آفاقًا جديدة للبحث والعلاج؛ مما يعد بالأمل في تدخلات أكثر فعالية للمتضررين من اضطراب طيف التوحد.